Investing.com - مازال هناك جدال كبير بين المستثمرين والمحللين بشأن أهمية ضم العملة الرقمية "بتكوين" إلى المحفظة الاستثمارية كأحد الأصول المربحة أو حتى من باب التنوع، على الرغم من الانحسار الشديد للزخم في سوق العملات الرقمية منذ وصوله لمستويات قياسية قبل عام ونصف العام.
يرى مؤيدو "بتكوين" أنه يجب على المستثمرين الدخول إلى سوق العملات الرقمية واقتناء "بتكوين" لأن مثل هذه الأصول الافتراضية تشكل مستقبل المال، ويزعمون أن قيمتها ستكون أقل استقرارًا نظرًا لمحدودية المعروض منها، وذلك على عكس النقود التقليدية التي تطبع الحكومات منها ما تشاء.
على الجانب الآخر، يرى المشككون في "بتكوين" ضرورة تجنب هذه العملة بأي ثمن، فقد شبهها رجل الأعمال الشهير "وارن بافيت" بـ "سم الفئران" خلال اجتماع مساهمي "بيركشاير هاثاواي" السنوي خلال العام الماضي، كما وصفها نائبه في إدارة الشركة "تشارلي مونغر" بـ "بالعته والجنون".
كانت "بتكوين" قد اكتسبت زخما لفترة معينة بفضل هوس المضاربة، فقد قفزت من دون ألف دولار في مطلع عام 2017 إلى ما يقرب من 20 ألف دولار في نهاية العام، إلا أن الفقاعة انفجرت بالفعل خلال العامين الماضيين، وضمت عملات رقمية أخرى مثل "الريبل" و"الإثيريوم"، وتم تداول "بتكوين" دون 5 آلاف دولار خلال أغلب الأوقات منذ مطلع العام الجاري قبل أن تصل إلى 8 آلاف دولار.
يقول "جون نوريس" العضو المنتدب للثروات والاستثمار لدى مصرف "أوكوورث كابيتال بنك"، إنه لا يرى سببًا واحدًا لامتلاك شخص ما عملة "بتكوين" الرقمية أو غيرها من العملات الأخرى في محفظته، موضحًا أنه سوق كثيف المضاربة، فهو يحتوي على الكثير من المخاطر.
وأضاف "نوريس" أنه يتفهم جيدًا اعتقاد بعض المستثمرين بأن الدخول لسوق العملات الرقمية يعد تحوطًا ضد تقلبات سوق الصرف، لافتًا إلى أن هناك استثمارات أخرى توفر قيمة مماثلة ولها سجل حافل وطويل من الحفاظ على القيمة، ناصحًا المستثمرين بالتفكير في نوع آخر من العملات مثل تلك المصنوعة من الذهب أو الفضة.
ويرى أن الرهان المحدود على العملة الرقمية الأشهر في العالم "بتكوين" قد يكون ذا فائدة، لكن مع تحلي المستثمرين بتوقعات واقعية، حيث إن فرصة فشل هذا الاستثمار أكبر بكثير من احتمال جعله غنيًا، واصفًا بتكوين بـ "الرهان" و"رمي مكعبات النرد"، يمكن أن تفوز بالكثير من خلالها أو تخسر كل شئ.