برازيليا، 15 أبريل/نيسان (إفي): يشارك زعماء الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا اليوم في قمة منتدى (إيبسا) ببرازيليا، التي تسبق هذا العام اجتماع مجموعة دول "بريك" (البرازيل وروسيا والهند والصين)، المقرر انعقادها في العاصمة البرازيلية أيضا الجمعة.
وسيبحث اللقاءان قضايا اقتصادية وتجارية محل اهتمام مشترك بالنسبة لأعضاء التكتلين، اللذين يجمعان بين أبرز الدول ذات الاقتصاد الصاعد في العالم، كالازمة الاقتصادية العالمية، علاوة على أجندة سياسية حافلة، تركز بشكل خاص على الشرق الأوسط والملف النووي لإيران وإصلاح الهيئات الدولية.
وحول إيران، اشارت مصادر دبلوماسية إلى ان البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا سيتبادلون خلال القمتين وجهات النظر المختلفة بشأن العقوبات الدولية التي تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى لفرضها على طهران في إطار الامم المتحدة، والتي تمت مناقشتها هذا الاسبوع خلال قمة الامن النووي بواشنطن.
ولكن اجتماعا برازيليا سيركزان بشكل اكبر على القضايا الاقتصادية والتجارية، سعيا لتعزيز تعاون هذه الدول في مواجهة الاضطرابات والمشكلات العالمية.
ويضم منتدى (إيبسا) ومجموعة (بريك) كبرى دول العالم ذات الاقتصاد الصاعد، ويعتبر أعضاؤهما المسئولين عن 70% من نمو الاقتصاد العالمي بين عامي 2003 و2007 ، قبل اندلاع الازمة الاقتصادية العالمية.
ويمثل مواطنو دول (بريك) 42% من إجمالي سكان العالم، وتبلغ مساحتها 26% من إجمالي مساحة دول الأرض، وفقا للحكومةالبرازيلية.
ويزيد حجم التبادل التجاري بين المجموعتين بشكل مطرد، فقد ارتفع بين دول (إيبسا) من 2.600 مليار دولار عام 2003 بالتزامن مع تأسيس المنتدى إلى نحو 12 مليار عام 2009.
وفيما يتعلق بمجموعة (بريك)، التي عقدت أول قمة لها عام 2009 في روسيا، فقد زاد حجم التبادل التجاري بين أعضائها من 10.700 مليارات في عام 2003 إلى 51.700 مليار دولار العام الماضي.
ومن المقرر ان تعقد القمةالاول اليوم بمشاركة الرؤساء البرازيلي لولا دا سيلفا، والجنوب أفريقي جاكوبو زوما، ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج.
ومن جانبها، أعلنت حكومة البرازيل ان الاجتماع سيتناول أيضا الصراع في الشرق الأوسط، ومن ثم فقد دعي وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للمشاركة في اللقاء.
يشار إلى ان المالكي لن يشارك في قمة (بريك)، إلا ان رسالته سيتم نقلها إلى الرئيسين الروسي ديمتري ميدفيديف والصيني هو جينتاو، خلال اجتماعهما مع لولا وسينج الجمعة.
وسيبحث قادة دول (بريك) الهيكل الاقتصادي الدولي، وسبل إصلاح المؤسسات متعدد الاطراف، وسيستأنفون مباحثات إنشاء هيكل مالي عالمي جديد في إطار مجموعة العشرين (جي 20)، علاوة على قضايا اخرى.
كما ستطرح على طاولة النقاش، ولكن بشكل غير رسمي، اقتراح البرازيل لاتخاذ آلية في إطار التكتل، مشابهة للتي استخدمتها الارجنتين قبل عامين، لإحلال الدولار محل العملات المحلية في المعاملات التجارية بين الدول الاربعة.
ويشير منسق القمتين، الدبلوماسي البرازيلي روبرتو جاجواريبي، إلى ان ممثلين عن البنوك المركزية بالدول الاربعة سيشاركون في تعزيز الوجهة التقنية للمباحثات، التي قال انها ستستأنف في قمة صندوق النقد الدولي، المرتقب انعقادها نهاية الشهر الجاري في واشنطن.
وقبل انعقاد القمتين، اقيم عدد من اللقاءات التي شارك بها رجال الأعمال ومسئولون محليون وأكاديميون، وضمت إحداها للمرة الاولى رجال اعمال من الدول الخمسة الاعضاء بتكتلي (إيبسا) و(بريك).
وقد اقيم هذا المنتدى في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وجمع بين 200 رجل أعمال برازيلي، و70 صينيا، و35 هنديا، و35 جنوب أفريقي، و30 روسيا، حيث بحثوا على مدار يومين مبادرات لزيادة المبادلات التجارة والصفقات المشتركة.(إفي)