اشار التقرير الصادر عن شركة المركز المالي الكويتي أن مصادر المياه العذبة المتوافرة في المنطقة تساوي أقل من 1 في المائة من إجمالي المياه العذبة المتوافرة في العالم، ومع ذلك، إلا أن المنطقة تضم تقريبا 6 في المائة من إجمالي عدد سكان العالم ، و علاوة على أن نمو سكانها يعد بين الأسرع في العالم، إذ يصل معدل نموهم السنوي المركب لعشر سنوات إلى 3 في المائة (حتى 2010)، بينما انخفض نمو السكان في العالم إلى 1.1 في المائة في 2011.
واضافت فى التقرير الذى يأتى ضمن سلسلة تقاريرها التي تغطي البنية التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي ، إن دول الشرق الأوسط واحدة من أفقر مناطق العالم بالماء، خاصة وأن التحديات التي تواجهها مضاعفة، ففي الشق الأول، تقترب مصادر المياه الطبيعية من الصفر، بينما من الناحية الثانية، يعد استهلاك المياه في دول التعاون بين أعلى المستويات في العالم.
ونتج عن تزايد ندرة المياه الجوفية في دول التعاون انكماشاً في منسوب المياه يتجاوز وفرة مصادر المياه الطبيعية القابلة للتجدد. وبالتالي، دفع نمو السكان المرتفع بالضرورة الحكومات الخليجية إلى تعزيز الزخم بسرعة إنجاز وتنفيذ مشاريع المياه، وهو ما جعل الجهاز الفني لدراسة المشروعات التنموية والمبادرات في الكويت يختار مشاريع مياه وكهرباء إضافة إلى مشروع لمعالجة مياه الصرف الصحي ضمن أول مشاريعه المخطط لها.
وقال التقرير "لهذا لابد من الاستعجال في طرح الاستثمارات لبناء بنية تحتية جديدة". إلى هذا، لفت التقرير إلى أن المياه في دول التعاون تنتج بشكل رئيسي عن مصانع تحلية. ورغم تكلفتها العالية مقارنة بالمياه التي يتم ضخها من جوف الأرض - على اعتبار أنها تحتاج إلى كميات عالية من الطاقة لتحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب - إلا أنها لا تزال أكثر الحلول العملية بالنسبة لدول المنطقة.
من جانب اخر ، ذكرت صحيفة الرياض ان المملكة العربية السعودية تعد أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم حيث تستحوذ على 30 بالمئة من الطاقة الإنتاجية في العالم مشيرة الى ان حجم الاستثمارات الهائلة للمياه المحلاة بلغت 25 مليون غالون يوميا بتكلفة 100 مليون دولار تقريبا.
ونقلت الصحيفة عن تقرير اقتصادي متخصص رصد جهود المملكة في مجال تحلية المياه المالحة بإقدامها على استثمارات هائلة في مصانع التحلية, وأنها وحدها أنفقت 25 مليار دولار لبناء وتشغيل مصانع تحلية ، واشار الى ان المملكة تبذل جهودا كبيرة لمواجهة التحدي الكبير للطلب الحالي والمستقبلي على المياه المحلاة، بعد أن اعتمدت الدولة تحلية مياه البحر كخيار استراتيجي لتأمين إمدادات المياه وذلك من خلال إنشاء الكثير من محطات التحلية على الساحل الشرقي والساحل الغربي للمملكة حيث بلغ الإنتاج ما يزيد على 3.3 ملايين متر مكعب يوميا وعبر شبكة لنقل المياه تبلغ أطوالها أكثر من 4000 كيلومتر؛ وتعتبر المملكة أكبر دولة منتجة للمياه المحلاة في العالم.