فضلت دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعاتها الأخيرة اتخاذ بعض التدابير الخاصة بتأجيل الإعلان عن التطبيق الرسمي لضريبة القيمة المضافة و المقترحة داخل أروقة المجلس, جاءت تلك التصريحات على لسان السيد / يونس حاجي خوري وكيل وزارة المالية الإماراتي. و أضاف الوزير السعودي أن دول مجلس التعاون قد فضلت تأجيل إطلاق الضريبة الجديدة لحين اتخاذ التدابير اللازمة داخل الدول الأعضاء لتنفيذ تلك الضريبة, و ما يلزمها من كوادر و أنظمة و خلافه.
و أضاف خوري أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة فعليا على أرض الواقع في أي من الدول الأعضاء, سوف يستغرق عامين كاملين بعد الإعلان عنها. و هذا وفقا للقوانين الدولية المتعارف عليها و المعمول بها. الأمر الذي استدعى من دول الخليج تأجيل الإعلان عن موعد تطبيق هذه الضريبة، إلى حين إتمام الترتيبات الأولية المؤهلة للإعلان .
و أوضح وكيل المالية الإماراتي أن تأجيل هذا الشأن جاء أيضا لهدفان مختلفان, احدهما جماعي و الأخر فردي, الجماعي يتمثل في إعطاء الفرصة للدول الأعضاء في توحيد قوانين فرض تلك الضريبة, لكن و في نفس الوقت فان الشأن الجماعي لن يقف حائلا أمام أحقية أي دولة في تحديد أنواع أخري من الضرائب الغير مباشرة ليتم تطبيقها بشكل مستقل. كما شدد وكيل الوزارة الإماراتي على أن دولة الإمارات لن تفرض أي ضريبة جديدة في أسواقها خلال العام الجاري أو المقبل، حيث إن الوزارة لم ترفع إلى مجلس الوزراء أي مشروع قانون لفرض ضريبة جديدة في الدولة خلال 2012 .
كما أكد خوري على أن وزارة المالية الإماراتي تعكف هذه الأيام علي إعداد إطار و جهاز ضريبي شامل متكامل داخل الدولة. إضافة إلي أجهزة أخري غير متخصصة لقياس مدي قابلية تطبيق المزيد من الضرائب الغير مباشرة. مع الالتزامات والاتفاقيات التي تجمع الإمارات مع دول العالم في هذا المجال، وعلى رأسها اتفاقيات الازدواج الضريبي التي تجمعها بنحو 50 دولة .
و من الجدير بالذكر أن فكرة تطبيق ضريبة القيمة المضافة ليست وليدة اللحظة, و إنما ترجع إلي قبل ثلاث سنوات من الآن, حينما اجتمعت كوادر وزارة المالية الإماراتية مع بعض الجهات الأخرى المعنية بالأمر في الدولة, لوضع التصور المبدئي لتطبيق الضريبة على المجتمع الإماراتي على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي, توصلت من خلالها إلى ضرورة وإمكانية تطبيق هذه الضريبة، التي يتم فرضها على الفارق بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع النهائي للمستهلك، وتمتد لتشمل السلع والخدمات .