تسعى الدول الأوروبية جاهدة نحو تشديد العقوبات التى تلحق بإيران، وبالبحث فيما بينهم لزيادة العقوبات المفروضة وذلك بسبب تمسك طهران ببرنامجه النووى والذى يقوم بعمل ذعر مدوى للدول الغربية وللولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال تضييق الخناق على البنوك الإيرانية.
ففى وقت سابق قامت البنوك البريطانية بقطع العلاقات مع البنوك الإيرانية بما فيها البنك المركزي الإيراني، حيث ذكر مصدر مطلع على ملف العقوبات إن القرار البريطاني لا يشمل تجارة النفط الخام الإيراني، لكنه يسعى لحرمان إيران من خدمات النظام المالي الدولي، وذلك لأن العالم يحتاج الى النفط الإيرانى.
ومن نفس الجهة أعلنت واشنطن وكندا عقوبات اقتصادية جديدة على طهران، وكان قرار هذه البلدان بناءاً على التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول طهران وما قد يكون لبرنامجها النووى من أبعاد عسكرية، وأضاف جورج أوزبورن وزير المالية البريطانى إن ما يفعله النظام الإيراني يشكل تهديدا واضحا للأمن القومي لبريطانيا وللمجتمع الدولي بأكمله، ونوه أن هذا القرار جاء على أساس حرمان طهران من تملك أسلحة نووية التى تهدد مصلحة الجميع.
وبالنسبة لفرنسا ذكرت أنها سوف تقنع حلفائها بفرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية ولكن توجد تخوفات أن مثل تلك العقوبات سوف تضر بالإقتصاد العالمى وليس طهران بمفردها، وأكد برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية أن باريس لن تفشل بإقناع الآخرين بالانضمام إليها في وقف استيراد النفط، وتجميد أصول المركزي الإيراني.
وقام الرئيس الأمريكى باراك اوباما بقرار عزل ايران عن مؤسساته النقدية واجهزته الإقتصادية وذلك بانضمام بريطانيا وكندا له، وبين اوباما أن واشنطن تعتبر الجهاز المصرفي الايراني بكاملها، ويعد هذا تهديداً صريحاً لمن هو بعلاقة مع البنوك الإيرانية، وبالنسبة لكندا أيضاً فقد اعلنت عن فرض عقوبات ضد طهران وذلك من خلال قطع التعاملات الاقتصادية، وتحظر كندا تصدير جميع المنتجات المستعملة في الصناعات النفطية والكيماوية وصناعات الغاز في ايران .
وعلى النقيض من ذلك قامت روسيا بتنديد ما صرح به اوباما واعتبرت أن هذا القرار جاء أحادى الجانب على ايران وأن مثل ذلك يعترض تماماً مع القانون الدولى، وأكد على ذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن روسيا تدين قرار الولايات المتحدة واعتبرت هذا القرار غير مقبول.
وأخيراً فهل سوف تنجح الدول الغربية بوقف برنامج طهران النووى...؟ وذلك من خلال كثرة العقوبات التى تقوم بفرضها على ايران، والضغط على النظام الإيرانى من جميع الجوانب الاقتصادية لكى ترجع عن تمسكها ببرنامجها النووى.