صعدت الأسهم الأوروبية بشكل طفيف في منتصف جلسة اليوم وسط تضارب العوامل المؤثرة على الأسواق المالية بين آمال تحسن الاقتصاد الأمريكي، حيث أشارت البيانات الأمريكية الصادرة هذا الأسبوع مستقبلاً جيداً لأكبر اقتصاد في العالم، إلا أن المخاوف حيال أزمة الديون الأوروبية تبقى تُلقي بظلالها على مستقبل القارة الأوروبية.
فقد أظهرت البيانات الأمريكية الصادرو أمس الخميس تحسن قطاع العمل في الاقتصاد الأمريكي، و ذلك بتراجع وتيرة تقديم طلبات الاعانة للأسبوع المنتهي في العاشر من كانون الأول، لتصل إلى أفضل مستوى لها في ثلاثة أعوام ونصف عند 366 ألف طلب، بأفضل من القراءة السابقة المعدلة والتي بلغت 385 ألف طلب، وبأفضل من التوقعات التي بلغت 390 ألف طلب، في حين شهدنا تحسن قطاع الصناعة من خلال الأرقام التي جاء بها مؤشر فيلادلفيا، والذي كان له دور في تحسين الشعور العام مصاحباً لتقلص العجز في حساب الجاري.
هذا و قد كانت قامت اللجنة الفيدرالية المفتوحة سابقاً هذا الأسبوع بالحفاظ على سياستها النقدية ثابتة وأشارات إلى تحسن الاقتصاد الأكبر في العالم خلال الربع الحالي، و لم تُفصح اللجنة عن سياسات تحفيزية إلا أنه قد تكون تحضر لسياسات قد تُعلنها في مطلع العام القادم، حيث أبقى البنك الفيدرالي على سعر الفائدة ثابتاً عند 0.0-0.25%.
و من ناحية أخرى، تبقى القارة الأوروبية هي المولد الرئيسي للمخاوف حول العالم، حيث قامت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بتخفيض التصنيف الائتماني لسبعة من أكبر البنوك العالمية التي تقع في الولايات المتحدة و أوروبا، و أشارت الوكالة إلى ارتفاع الصعوبات التي تواجه هذه البنوك وسط تردي الأحوال الاقتصادية في الاقتصاد و تفاقم أزمة الدجيون السيادية في أوروبا و لما لها من آثار وخيمة على الاقتصاد العالمي.
و في فرنسا، صرح المعهد الوطني للاحصائات العامة و الدراسات الاقتصادية أن الاقتصاد الفرنسي سينكمش خلال الربع الحالي و الربع القادم، و الذي يُشير إلى أن الدولة في حالة ركود وسط تراجع مستويات الانفاق و تردي الاستثمارات في الاقتصاد الفرنسي، و هو ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
و بشكل عام، تبقى المخاوف مسيطرة على منطقة اليورو و مستقبلها وسط عدم قيام قمة الاتحاد الأوروبي بأخذ القرارات الكافية لتخطي أزمة الديون الخطيرة هذه، لتبقى الأسواق قلقة على مستقبل القارة، و هل بمقدور القادة الأوروبيين وضع خطة شاملة لحل أزمة الديون.
و في تمام 06:38 بتوقيت نيويورك، تمكن المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية STOXX 600 من الارتفاع إلى 235.28 بنسبة 0.55%، قاد هذا الارتفاع المواد الأساسية التي ارتفعت بنسبة 1.29% و من ثم قطاع الاتصالات الذي ارتفع بنسبة 0.55%.
و كان لأسهم شركة Vienna Insurance أكبر ارتفاع بنسبة 7.09% ليبلغ سعر السهم الواحد 27.96 جنيه إسترليني، أما بالمقابل أكبر انخفاض كان من نصيب أسهم شركة Hellenic Telecom 4.41% مسجلة 2.82 جنيه إسترليني للسهم الواحد.
ارتفع المؤشر الفرنسي الرئيسي CAC بمقدار 0.01% ليبلغ 2998.98 نقطة، حيث خسرت شركة Michelin ما نسبته 2.26% إلى 43.22 يورو للسهم الواحد بسبب. من جهة أخرى تصدرت شركة BNP Paribas اللائحة حيث صعدت أسهم الشركة 1.95% لتصبح قيمة السهم الواحد 28.47 يورو.
بالنظر إلى مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية، نجد أن مؤشر FTSE البريطاني DAX 0.56% ليصبح الآن 5430.91 نقطة، إذ أن شركة Essar Energy سجلت أعلى خسائر بحوالي 4.34% لينخفض سعر السهم الواحد إلى 185.30 يورو، أما على الصعيد الآخر سجلت شركة Kazakhmys أعلى أرباح بقيمة 3.60% ليرتفع سعر السهم الواحد إلى 877.50 يورو.
هذا و لقد ارتفع المؤشر الرئيسي الألماني DAX 0.04% ليصبح الآن 5733.02 نقطة، إذ أن شركة Deutsche Bo-New سجلت أعلى خسائر بحوالي 2.58% لينخفض سعر السهم الواحد إلى 40.96 يورو، أما على الصعيد الآخر سجلت شركة Deutsche Lufthansa أعلى أرباح بقيمة 1.43% ليرتفع سعر السهم الواحد إلى 8.93 يورو.