ميامي، 29 يناير/كانون ثان (إفي): قد يبدو الزواج وإنجاب الأطفال مسئولية صعبة لبعض الأشخاص يدفعهم خوفهم منها إلى الامتناع عن الإقدام على تكوين حياة أسرية، ولكن بالنسبة لخبراء في العلاقات الزوجية لا تعتبر الأسرة سر العيش حياة سعيدة وهادفة وليست فارغة فقط، بل ويجب تقديمها قبل أي أولوية.
وترى خبيرة العلاقات الزوجية والكاتبة، هيلين تشين، مؤلفة كتاب "The Matchmaker of The Century" أو "خاطبة القرن" الذي حقق مبيعات هائلة، أن المجتمع الحالي جعل من المسيرة المهنية والانجازات الاكاديمية والعملية الأولوية في حياة الأشخاص، ولكن الامر ليس هكذا حيث أن "تكوين أسرة هو الأولوية ويجب أن يسبق تحقيق النجاح المهني".
وأشارت الخبيرة في مقابلة مع (إفي) إلى ان الاعتقاد في أن العمل هو الأولوية يعد خطأ شائعا للغاية لدى الرجال الذين يؤجلون خطوة الزواج بحجة الرغبة في عيش الحياة بسعادة وحرية ولتعزيز وضعهم المهني قبل الارتباط.
وأكدت تشين ان الزواج يجب أن يأتي في المقام الأول، لأن تكوين أسرة يعد بمثابة "الأسس الجوهرية" لتحقيق الاستقرار الشخصي.
وقالت تشين مازحة إنها تستطيع أن تجعل الأشخاص الذين لا يرغبون في الزواج يقدمون على هذه الخطوة لأن "كثيرين من هؤلاء يكون السبب وراء قرار تأجيل الارتباط هو الخوف من القيام بهذه الخطوة"، وهو الخوف الذي تتمكن الخبيرة من القضاء عليه عبر جلسات الحديث.
واضافت في هذا الصدد أن الرجال العزاب يعيشون حياتهم كما يحلو لهم ولكنهم في النهاية لا يعرفون هدفهم في الحياة ويشعرون بالوحدة والفراغ وانعدام الثقة في النفس، لكن المتزوجين يكون هدفهم في الحياة محدد وهو "البيت والزوجة ورعاية الأطفال، كما يتحولون بفضل هذا الهدف إلى أشخاص أكثر قوة يشعرون بالحرية أيضا".
واشارت تشين إلى أن نوعا من الرجال يهتم فقط بجني المال لشراء أشياء مادية مثل الأحذية وسيارة جيدة وساعة يد ثمينة ومنزل، ولكن في رأيها لا يملأ كل هذا الفراغ الذي يملأه تشكيل أسرة.
واضافت أن "الشخص يمكنه أن يحصل على راتب جيد ولكنه لا يشعر بالسعادة، في حين أن الأسرة تمنح الهدف في الحياة وتجعل الشخص يركز في اهدافه كما أنها مصدر للسعادة لآبائنا وأجدادنا الذين لا يرغبون في رؤية أبنائهم بدون رفيق حياة".
وتشارك تشين حاليا في الدورة الـ50 لمؤتمر الرابطة الوطنية لمديري البرامج التليفزيونية الأمريكية التي انطلقت أمس الاثنين في مدينة ميامي.(إفي)