91 من أصل 150 منطقة صناعية بروما تشهد تراجعاً لمبيعاتها في برلين العام الجاري
يبدو أن ركود الاقتصاد اﻷلماني يحدث اهتزازات تؤثر على قلب القطاع الصناعي في إيطاليا.
وأضحت وكالة أنباء “بلومبرج” أن الشركات الكبيرة والصغيرة في المناطق الشمالية المزدهرة تأثرت بانخفاض المبيعات، في ظل انكماش أكبر اقتصاد في أوروبا، وهو ما يعتبر مشكلة أيضاً بالنسبة للحكومة الإيطالية التي تحتاج بشدة إلى تعزيز نموها الاقتصادي والسيطرة على أكبر عبء للديون العامة في أوروبا.
وتعتبر ألمانيا أكبر وجهة تصديرية بالنسبة لإيطاليا، حيث تم بيع بضائع تصل قيمتها إلى 58 مليار يورو “64 مليار دولار” في عام 2018، معظمها من المنتجات الصناعية، بما في ذلك مكونات السيارات وحتى أنظمة التبريد والمواد الكيماوية.
ومع ذلك، يعتبر تأثير الركود مركز بإحكام، فثلاثة أرباع المبيعات المتجهة إلى ألمانيا تنتج في خمس مناطق شمالية وسطى، وهي لومباردي وبيدمونت وتوسكانا وإميليا روماجيا وفينيتو وهي المنطقة المحيطة بمدينة البندقية.
أوضح جوزيبي باسيني، رئيس الرابطة الصناعية في مدينة بريشيا الإيطالية، أن المنطقة الشمالية فى إيطاليا معرضة بشكل كبير ﻷداء الصادرات وما يحدث على المستوى العالمي، وبالتالى فإنها لا تعاني من الركود الألماني فقط، بل تعانى أيضاً من عدم اليقين المتعلق بالحرب التجارية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن هناك مجموعة من صانعي مكونات السيارات تتركز في مدينتي لومباردى وبيدمونت، فعلى سبيل المثال هناك صانع أنظمة الفرامل في بريشيا “فونديريا دي توربولي” الذي يأتي ضمن الشركات ذات المصلحة القوية فمبيعاته في ألمانيا نحو ثلث إجمالي المبيعات السنوية للشركة والبالغة 160 مليون يورو، كما أن عملاق صناعة السيارات الألماني “فولكس فاجن” يأتي ضمن عملاء الشركة الإيطالية فى ألمانيا، بجانب “تويوتا موتورز” في اليابان و”هيونداي موتورز” في كوريا الجنوبية.
وفي الوقت نفسه، قال جيمي راش، كبير الاقتصاديين الأوروبيين بمؤسسة “بلومبرج إيكونوميكس” في لندن، إن القضية الأكبر بالنسبة لإيطاليا هي حالة عدم اليقين المتعلقة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
أضاف راش أن هذه القضية تؤثر على بقية منطقة اليورو أيضاً، حيث من المتوقع أن تسجل أضعف متوسط نمو منذ 6 أعوام في عام 2019.
وأوضح تحليل أجرته مجموعة “اينتيسا سانباولو” المصرفية الإيطالية، أن 91 من أصل 150 منطقة صناعية فى إيطاليا تشهد انخفاضاً فى مبيعاتها إلى ألمانيا، ولكن هذا الانخفاض لم يحدث في قطع غيار السيارات فقط، بل أيضاً انخفضت صادرات المنتجات الكيماوية والمطاطية والمنسوجات والمواد الغذائية.
وقال فابريزيو جيلبا، رئيس أبحاث الصناعة فى “اينتيسا سانباولو”، إن الشركات تحاول التكييف مع الأمر من خلال بناء أسواق في دول أخرى.
أضاف أن التباطؤ الألماني يمثل بالتأكيد مشكلة بالنسبة لإيطاليا، ولكن يجب عدم المبالغة في الأمر.
وتمر الشركات الإيطالية بأوقات صعبة بعد فترة طويلة من الطلب القوى، فقد شهدت شركة “بريمبو” الإيطالية، وهي أكبر شركة متخصصة فى تصنيع أنظمة الفرامل بالعالم، انخفاضاً بنسبة 14% فى مبيعاتها إلى ألمانيا خلال الأشهر التسعة الأولى من 2019، مقارنة بانخفاض فى المبيعات الإيطالية بنسبة 2.5% ونمو قدره 5.5% في فرنسا.
وقال ماتيو تيرابوتشى، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “بريمو”، إن هناك تأخير في تقديم طرازات السيارات الجديدة، مما أضر بالمبيعات ولكن يجب أن يتذكر الجميع أن الركود الألماني جاء بعد 10 سنوات من النمو.