تشير النتائج المالية لواحدة من أهم الشركات الصناعية الأمريكية أن الاقتصاد العالمي قد يشهد مزيدا من التباطؤ الفترة المقبلة.
فقد سجلت الشركة الأمريكية لصناعة الصلب والمعدات الثقيلة “كاتربيلر” أسوأ خسارة خلال 3 سنوات تقريبًا فى 2019 وتتوقع نتائج مماثلة في الربع الأول من العام الحالي.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن تراجع أرباح الشركة الامريكية كان ضربة للأسواق التي تعاني بالفعل من تفشي فيروس “كورونا” المميت وتدهور المصانع والتخفيضات الكبيرة في إنفاق الشركات.
واوضحت الوكالة الامريكية ان هذه النتائج توضح كيف أن المشكلات التي تعصف بالاقتصاد العالمي قد تكون أعمق من التوترات التجارية التي خففت المعنويات خلال معظم العام الماضي.
وقال جيم أومبليبي ، الرئيس التنفيذي لشركة “كاتربيلر” في بيان “نتوقع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي في الضغط على مبيعات المستخدمين في عام 2020 بعد ان تسبب التجار في تقليل المخزونات”.
وتراجعت أسهم “كاتربيلر” بنسبة 3% في نيويورك يوم الجمعة الماضى لتسجل خسارة أسبوعية قدرها 6.4%، وهي أعلى نسبة منذ مايو الماضى بينما انخفض قطاع الصلب الأمريكي 3.5% وتراجع مؤشر “ستاندرآند بورز” للشركات المرتبطة بالصلب إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر الماضى.
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه الأسهم العالمية في الربع الأخير على أمل أن يعزز الاتفاق الأمريكي الصيني الطلب على السلع ويساعد على إنعاش الاستثمار التجاري والصناعي، فقد محا “مؤشر داو جونز” الصناعي مكاسبه لعام 2020 يوم الجمعة الماضى.
وتحاول الشركة الامريكية خفض التكاليف وتقليص المخزونات لأن الطلب في بعض أسواقها الرئيسية يتتبع الإنتاج. حيث تشير توقعات الشركة لعام 2020 إلى مزيد من الرياح المعاكسة لمبيعات الماكينات، التي انخفضت أكثر من غيرها خلال 3 سنوات تقريبًا في نهاية العام الماضي.
وأظهرت آخر نتائج لحكومة الولايات المتحدة في الربع الأخير من العام نمو الاستثمارات غير السكنية في المعدات بنسبة 2.9% سنوياً بعد انخفاضها بنسبة 3.8% في الأشهر الثلاثة السابقة.
وكان ذلك بمثابة أسوأ ربع سنوي منذ أواخر عام 2015 وأوائل عام 2016 حيث كانت نفقات آلات البناء في الربع الاخير هي الأضعف منذ أكثر من عامين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى سجل فيه الاستثمار التجاري الأمريكي أطول تراجع منذ عام 2009 ففي الربع الحالي ، توقع مصرف “جولدمان ساكس” أن يؤدي تفشي فيروس “كورونا” إلى خفض النمو الاقتصادي الأمريكي بنسبة 0.4 نقطة مئوية.
وفي الوقت نفسه، واجهت شركات صناعة الصلب الأمريكية تباطؤًا في الطلب على منتجاتها وكانت الولايات المتحدة قد تضررت بشكل خاص بسبب المصانع القديمة التي تكون أقل كفاءة من المنافسين مع التكنولوجيا الحديثة.