بقلم نورين بيرك
Investing.com – انخفض عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأولية إلى 963 ألفاً الأسبوع الماضي، وهو أدنى رقم للمطالبات منذ أواخر آذار/مارس، عندما تم فرض إجرئات الحجر والإغلاق في جميع أنحاء البلاد للسيطرة على إنتشار وباء كورونا.
وكان المحللون الاقتصاديون يتوقعون انخفاض الرقم بشكل أقل حدة إلى 1.12 مليون.
كما إنخفض عدد المطالبات المستمرة، والتي تصدر بحسب بيانات الأسبوع الذي يسبق أسبوع المطالبات الأولية، إلى 15.486 مليون، كما تم تنقيح رقم الأسبوع السابق بتخفيضه إلى 16.09 مليون.
وتضيف هذه الأرقام الإيجابية إلى الأدلة التي كان يظهرها الإقتصاد الأمريكي مؤخراً على إستمرار تعافي سوق العمل، وذلك على الرغم من المخاوف من أن يتوقف هذا التعافي بسبب إرتفاع أعداد حالات الإصابة بفايروس كورونا في جنوب وغرب البلاد خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو.
وتصدر هذه البيانات مع إستمرار فشل السيياسيين الأمريكيين على التوصل إلى أي إتفاق بشأن حزمة تحفيز جديدة لمواجهة وباء كورونا في البلاد، وهو إتفاق يرى الكثيرون بأنه ضروري للحفاظ على التعافي الاقتصادي على المسار الصحيح بعد أن تأثر الإقتصاد الأمريكي بشكل كبير جداً نتيجة الوباء وإجراءات تقييد الحركة والأعمال التي أتخذتها أغلبية الولايات.
وفي تصريحات أدلى بها يوم أمس الأربعاء، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الديمقراطيين بعدم الرغبة في التفاوض بشأن الإتفاق، فيما تبادل المفاوضون الجمهوريون والديمقراطيون الانتقادات اللاذعة، وألقى كل طرف باللوم على الأخر في الوقت الذي انتهى اليوم الخامس من المفاوضات، دون تحقيق أي تقدم.
وكانت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، قد صرحت في وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء، إنها تخشى أن العديد من الوظائف المفقودة منذ آذار/مارس قد فُقدت إلى الأبد، وقالت أن الطبقة الأقل تعليماً من القوى العاملة هي التي ستفقد الجزء الأكبر منها.
وقبل ذلك، قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، يوم الثلاثاء أن الإقتصاد الأكبر في العالم قد يتعرض لانكماش آخر إذا فشل أصحاب القرار في البلاد في تقديم المزيد من التحفيز والمساعدات المالية. وتلقت وجهة النظر هذه الدعم يوم أمس الأربعاء، من قبل زميله رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، إريك روزينجرين، الذي قال إنه يدعم و"بقوة" اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة الشركات والمواطنين على النجاة من الأزمة الإقتصادية الحالية، لكنه أضاف أن المزيد من الإنفاق يجب أن يصاحبه المزيد من الجهود لاحتواء الوباء.
وأشارت الأرقام التي أصدرتها جامعة جونز هوبكنز إلى أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة قد تجاوز 166 ألفاً مع نهاية يوم أمس، وصاحب ذلك ارتفاع في الحالات المؤكدة بأكثر من 4٪ مقارنة بعدد حالات الأسبوع الماضي.
ويشعر المستثمرون بالقلق من أن انتهاء صلاحية مساعدة الـ 600 دولار الإضافية على إعانات البطالة الأسبوعية، سيضر بالإنفاق الاستهلاكي ويمثل عبئاً ثقيلاً على محاولات الانتعاش التي يظهرها الإقتصادي. وقالت دالي بهذا الخصوص، إن أي سياسات يمكن أن تشجع المستهلكين على الاستمرار في الإنفاق خلال فترة الانكماش الاقتصادي هذه ستساعد في الانتعاش.