من عماد كريديه
بيروت (رويترز) - في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من زيادات ضخمة في إصابات كورونا، وهو الذي يصارع بالفعل أمواج أزمة مالية دمرت اقتصاده، يجد العمال المهاجرون أنفسهم، في الغالب، عراة بلا أي غطاء يضمن لهم الرعاية الصحية التي يحتاجونها إذا ثبتت إصابتهم بالفيروس.
يلجأ العمال البائسون القادمون من أفريقيا وآسيا إلى الجمعيات الخيرية ومنظمات الإغاثة.
ويعيش مئات الآلاف من هؤلاء العمال في لبنان، لكن جماعات حقوقية تقول إن قوانين العمل لا توفر لهم الحماية أو التغطية الصحية الكافية.
وتتآكل قدرة المستشفيات على استيعاب الحالات الصعبة بعد القفزات المفاجئة في الأعداد منذ عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وسجل لبنان 328016 إصابة بينها 3803 وفاة.
وقالت مايا طراد، المنسقة الميدانية لمنظمة أطباء بلا حدود "بسبب تضافر الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19، تتراجع نوعية الحياة التي يعيشها العمال المهاجرون الذين يجدون أنفسهم بالتأكيد في وضع أشد صعوبة".
أنشأت مايا وزملاؤها خطا للمساعدة يقوم بتحويل المتصلين إلى خدمات الصحة النفسية أو المساعدة الطبية والاجتماعية.
يمكن للعمال المهاجرين الذين تثبت إصابتهم البقاء في الحجر الصحي في مركز بجنوب لبنان، أو يتم إرسالهم إلى المستشفيات العامة حيث تتأكد منظمة أطباء بلا حدود من تلقيهم الرعاية المطلوبة.
تقول "أطباء بلا حدود" إن مركز سبلين للعزل، الذي تتم إدارته بالاشتراك مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، يساعد في الحد من انتقال الفيروس في المناطق التي لا يستطيع الناس فيها العزل.
وتأثرت عاملة مهاجرة، من واقع التجربة التي عاشتها وأعربت عن امتنانها الشديد.
وقالت بعد تعافيها "التعامل كتير كتير راق، كنت أحس إنه أنا عنجد لي مكانتي، تعاملهم الإنساني كتير رائع... يعني كنت حابة إنه ضل بهيدا المطرح لأنه حسيت فيه بوجودي بكياني ف عنجد تعاملهم كتير راقي وكتير إنساني".
لكنها، مع ذلك، تعتزم العودة إلى بلادها.
وتقول "لم يبق في لبنان شيء... كل الأوضاع تزداد سوءا".
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)