investing.com - ينظر المجتمع المالي كله بترقب نحو بيانات التوظيف التي تصدر اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية، منتظرين مؤشر هام سيكشف النقاب عن تحركات الفيدرالي في الفترة القادمة وعليه ستتحدد الكثير من المصائر.
الذهب الأكثر اضطرابًا في الأيام الماضية ينظر بعيون ملؤها الأمل نحو التقرير الذي سيصدر في تمام الثالثة والنصف بتوقيت الرياض، أما الدولار الأمريكي الأقوى في الآونة الأخيرة والليرة التركية التي تستقبل الدعم من كل ناحية محلية فهم أيضًا يعرفون أن في بيد هذا التقرير إجابة للسؤال الأهم في عالم الاقتصاد في كل لحظة، ماذا بعد؟
في الساعات القليلة القادمة سننتظر واحدًا من ثلاث سيناريوهات والانعكاسات المنطقية لهم ولكن أولًا دعونا نتحدث عن بيانات سوق العمل وأهمية هذا التقرير.
بيانات سوق العمل...ما الفائدة؟
يحدد هذا البيان مستوى التغيّر في عدد الأشخاص العاملة في الشهر الماضي، وذلك باستثناء قطاع الزراعة. ويعتبر هذا التقرير من أولى التقارير التي تنشر في الشهر والتي لها علاقة بالموارد البشرية، مما يجعل السوق حساسًا لأي مفاجآت كبيرة منه. حيث تعتبر القدرة على خلق وتوفير الوظائف مؤشرًا هامًا للتعافي الاقتصادي، نتيجة لما ينتج عنه من طلب أعلى واستهلاك متزايد فيرتبط به بشكل مباشر إجمالي الإنتاج المحلي.
وبالنظر إلى بيانات سوق العمل في مايو سنجد أنها لم تحقق المتوقع، حيث جاءت نتائج التغيّر في التوظيف في القطاع الغير زراعي 559 ألف وظيفة، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى تسجيل 645 ألف وظيفة.
فيما سجل بيانات مؤشر متوسط الأجور أعلى من المتوقع، حيث سجل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 0.5%، في حين سجل المؤشر السنوي زيادة بلغت الـ 2%، وانعكست هذه النتائج بحالة من الاضطراب على السوق المالي وسيطر عليه الخوف في الأيام التالية؛ منتظرًا ارتفاع معدلات التضخم بقوة في الأيام التالية.
السيناريو الأول...أعلى من المتوقع
نظرًا إلى المؤشرات فهذا السيناريو هو المتوقع، حيث أكد عضو الفيدرالي الأمريكي، توماس باركين، على تفاؤله حول البيانات المرتقبة غدا الجمعة. كما صدرت البيانات الصادرة عن مؤسسة آيه دي بي متفائلة حيث فاق التوقع الذي بلغ 600 ألف وظيفة، ووصلت بعدد الوظائف إلى 692 ألف، وهذا التقرير منذ صدوره عام 2007، أثبت أنه مؤشر تنبؤي جيد لبيانات التوظيف.
حال صحت التوقعات بالفعل، وجاءت النتائج أعلى من التوقعات التي تقدر عدد الوظائف بـ 700 ألف وظيفة، مرتفعة عن التقرير السابق بـ 141 ألف وظيفة، سيعطي ذلك دفعة قوية للاقتصاد الأمريكي وللدولار، وكنتيجة عكسية ينخفض الذهب الذي يعيش أيام انخفاضات واضطراب في الفترة الأخيرة وكذلك العملات الأخرى ومنها الليرة التركية. وقد تعاني الليرة التركية جراء القوة الشديدة المتوقعة للدولار في حال فاقت النتائج التقدير المُعلن.
السيناريو الثاني...قريبًا من التوقعات
في حال سجلت بيانات التوظيف نتيجة لا تزيد كثيرًا أو عادلت التوقعات، فهذا سيرجح وجود تغيرات فاترة، فالدولار سيثبت أو يرتفع بشكل معقول، فيما سيتأثر الذهب والعملات الأخرى بشكل يمكن تداركه.
السيناريو الثالث...أقل من التوقعات
يأتي هذا السيناريو كحلم لمضاربي الذهب والعملات الأخرى. حال تحقق هذا السيناريو سيضطرب السوق الأمريكي بشدة، وسينظر إلى الفيدرالي بعين مراقبة، لأن هذه النتيجة ستُشكل دافعًا للاحتياطي الفيدرالي لإبقاء تشديد السياسة النقدية على وضع الانتظار، مؤثرًا بالسلب على العملة الخضراء.
وهناك مؤسسات ترى أن هذا السيناريو هو الأقرب ومنهم آي إن جي، حيث كتب محللوها في مذكرة: "لو تحققت توقعات الاقتصاديين لدينا بتقرير وظائف أضعف من إجماع التوقعات، نتوقع حركة سلبية في سوق العملات الأجنبية بالنسبة لمؤشر الدولار، لأن هذه البيانات ستدفع الفيدرالي لإعادة النظر في استراتيجيته الحالية، بينما تظل قصة تعافي الاقتصاد دون ضرر."
تتوقع آي إن جي أرقام تقرير التوظيف بين 550 ألف إلى 600 ألف، أي دون إجماع التوقعات القائل بوصولها لـ 700 ألف. وضعف الدولار الأمريكي سنصب في كفة الذهب، النفط، الليرة التركية بطبيعة الحال.
تحديث:
عاجل: قراءة تقرير التوظيف الأمريكي تصدر وتحرك السوق، فهل يتغيّر موقف الفيدرالي؟