Arabictrader.com - تنتظر الأسواق تقرير بيانات سوق العمل الأمريكية خلال شهر أكتوبر الماضي يوم الجمعة في تمام الساعة 12:30 م بتوقيت جرينتش، وتكون لهذه البيانات أهمية كبرى نظرا لتأثيرها القوي على قرارات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، وهو ما ينعكس بدوره على تحركات الدولار الأمريكي.
أولا: نظرة على بيانات سوق العمل خلال سبتمبر:
جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي خلال سبتمبر سلبية للشهر الثاني على التوالي، حيث سجل مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع غير الزراعي نحو 194 ألف شخص فقط، بينما كان من المتوقع إضافة نحو نصف مليون وظيفة خلال سبتمبر الماضي، فيما انخفض معدل البطالة بقوة من النسبة 5.2% خلال أغسطس إلى 4.8% بسبتمبر، ومع ضعف إضافة الاقتصاد الأمريكي للوظائف للشهر الثاني على التوالي، سادت حالة من المخاوف بالأسواق حيال قيام الفيدرالي الأمريكي بتسريع التشديد النقدي في ظل ضعف بيانات سوق العمل الأمريكية وهو ما انعكس سلبيا على تحركات الدولار الأمريكي.
ثانيا: المؤشرات الدالة على بيانات سوق العمل الأمريكية:
في الشهر الماضي، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة التي تعتبر مؤشرا على تحركات سوق العمل الأمريكي خلال أكتوبر. وقد جاءت تلك البيانات إيجابية نوعا، وبالتالي قد يكون لذلك تأثير على بيانات سوق العمل المرتقبة يوم الجمعة، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:
- التغير في التوظيف في القطاع الخاص غير الزراعي: أوضحت البيانات الصادرة اليوم الأربعاء في الولايات المتحدة عن نمو مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي ADP بأفضل من توقعات الأسواق للشهر الثاني على التوالي خلال شهر أكتوبر الماضي. ولقد أظهرت البيانات مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي سجل نموا بمقدار 571 ألف وظيفة خلال أكتوبر الماضي، بأكثر من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع المؤشر بنحو 400 ألف وظيفة،
- التوظيف في القطاع التصنيعي: جاءت بيانات القطاع التصنيعي في الولايات المتحدة أضعف من المتوقع خلال الشهر الأخير حيث سجل مؤشر ISM التصنيعي تراجعا إلى النقطة 58.9. وعلى الجانب الآخر، ارتفع التوظيف في القطاع بصورة ملحوظة من النقطة 50.2 خلال أغسطس إلى 52.0 خلال سبتمبر الماضي.
- مؤشر إعانات البطالة: كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربعة أسابيع الماضية عن إيجابية قراءات المؤشر خلال شهر سبتمبر الماضي، وتستقر معظمها دون 300 ألف طلب، وهو مؤشر قوي على زيادة التوظيف خلال الشهر الماضي.
ثالثا: التوقعات حول بيانات سوق العمل الأمريكية المنتظرة
تشير توقعات الأسواق إلى إيجابية في أداء مؤشرات سوق العمل الأمريكي خلال شهر أكتوبر الماضي مقارنة بالشهر الأسبق، تزامنا مع هدوء مخاوف الأسواق حيال كورونا وإعادة فتح الكثير من الأنشطة الاقتصادية الأمريكية بما يؤثر إيجابيا على بيانات سوق العمل الأمريكية المرتقب صدورها بنهاية الأسبوع الجاري.
ووفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 455 ألف وظيفة فقط خلال شهر أكتوبر، وذلك بعدما سجل نموا بمقدار 194 ألف وظيفة فقط خلال سبتمبر الماضي. كما تشير التوقعات إلى انخفاض نمو الأجور إلى النسبة 0.4% بعدما سجل نموا بنسبة 0.6% خلال سبتمبر الماضي. وأيضا، تظهر توقعات الأسواق استمرار انخفاض معدل البطالة الأمريكية ليصل إلى مستوى 4.7% فقط بنهاية أكتوبر الماضي.
رابعا: كيف تؤثر بيانات سوق العمل على الدولار الأمريكي؟
يجد الدولار الأمريكي كثيرا من الدعم خلال الفترة الماضية وبخاصة بعد صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي والحديث عن بدء تقليص شراء السندات الأمريكية منتصف نوفمبر الجاري، وبالتالي فإن الدولار ينتظر صدور هذه البيانات لاستكمال وتيرة الصعود وبخاصة مع إيجابية مختلف البيانات الاقتصادية الأمريكية.
ومن المتوقع أن يستمر الدولار الأمريكي في الصعود خلال تداولات الجمعة في حال إذا جاءت بيانات سوق العمل إيجابية وهو السيناريو الأرجح بشكل كبير، وبالتالي قد يعزز الدولار صعوده نحو 95 نقطة قريبا.
بينما على الجانب الاَخر، وفي السيناريو الثاني، فإن البيانات قد تأتي سلبية للشهر الثالث على التوالي ويضيف الاقتصاد الأمريكي وظائف بأقل من المتوقع مجددا، ورغم أن هذا السيناريو مستبعد بشكل كبير، إلا أنه في حالة حدوثه، فقد يتضرر الدولار الأمريكي بقوة ويبدأ في فقدان أرباحه التي سجلها، لأنها ستعزز المخاوف بالأسواق، وقد تدفع الفيدرالي الأمريكي للحذر قبل التسرع في تشديد السياسة النقدية.