Investing.com - في حين أن احتمال نشوب صراع بين أوكرانيا وروسيا يسبب مزيدًا من القلق في الأسواق، فقد يكون لهذا الخطر نفسه تأثير جانبي يخفف بعض الضغوط على الأسهم، وفقًا لآراء العديد من البنوك والمحللين.
في الواقع، يعتقد المزيد والمزيد من المحللين أن الصراع بين البلدين يمكن أن تؤثر على توقعات السوق من حيث احتمالات رفع سعر الفائدة الفيدرالية، مع العلم أن التوترات الحالية أدت إلى ارتفاع أسعار النفط إلى حد كبير، مما قد يؤدي إلى تدهور توقعات النمو في الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت زيادة التضخم، الأمر الذي من شأنه أن يضع الاحتياطي الفيدرالي في مأزق، لأن التضخم المرتفع من المفترض محاربته من خلال رفع أسعار الفائدة، وهذا الأمر في حد ذاته يؤثر على النمو>
ارتفعت أسعار النفط والسلع الأساسية الأخرى وسط مخاوف من أن تحركات القوات الروسية في أوكرانيا والعقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها قد تؤدي إلى نقص الإمدادات، مع العلم أن روسيا مصدر رئيسي للنفط والغاز الطبيعي.
ونقلت شبكة سي إن بي سي تعليقًا لمارك زاندي، كبير الاقتصاديين في مودي أناليتكس، قال فيه:
"من المحتمل أن يرتفع النفط بمقدار 10 دولارات أو 15 دولارًا للبرميل بسبب الصراع ... ومن المحتمل أن يؤدي ذلك الارتفاع المستمر إلى زيادة بمقدار 30 أو 40 سنتًا لسعر جالون البنزين الخالي من الرصاص. وهذا يؤدي بنا إلى ارتفاع بمقدار نصف نقطة في مؤشر تضخم أسعار المستهلكين على أساس سنوي، ونحن بالفعل عند 7.5٪. وأعتقد أن هذا سيعرقل جهود بنك الاحتياطي الفيدرالي لاحتواء التضخم واستعادة معدلات التوظيف إلى ما كانت عليه قبل الجائحة. "
وفقًا لخبراء الاقتصاد، فإن سعر النفط هو الذي يمكن أن يحدد سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في النهاية. وبالرغم من أن أسعار النفط المرتفعة تشكل في البداية حافزًا للتضخم، ولكنها بمرور الوقت يمكن أن تصبح عامل كبح للتضخم إذا ارتفع السعر واستمر مرتفعًا، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف النمو الاقتصادي.
وقال زاندي إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يركز حاليًا على السيطرة على التضخم الذي أصبح أقوى بكثير وأكثر رسوخًا مما كان متوقعًا.
وأضاف زاندي: "أعتقد أنه الآن يعزز رغبتهم في تطبيع السياسة بسرعة لأنهم يركزون على آثاره التضخمية أكثر من تأثيراته على النمو". واختتم قائلاً: "لقد كان الوباء صدمة كبيرة للإمدادات وقبل أن نفيق منها أعقبتها صدمة أخرى هي ارتفاع أسعار النفط. لدينا الآن صدمتان خطيرتان تؤثرات على الامدادات في نفس الوقت. وهذا هو السبب في أن الوضع أصبح صعبًا للغاية على الاحتياطي الفيدرالي"