القاهرة (رويترز) - قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم السبت إن حل مشكلات الكهرباء لن يحدث في يوم وليلة بعد الانقطاع الذي شهده الكثير من أنحاء البلاد الأسبوع الماضي وأضاف أن تطوير شبكة الكهرباء سيستغرق وقتا ويُكلِّف الدولة 12 مليار دولار.
وقد أصبحت انقطاعات الكهرباء اليومية شائعة حتى في العاصمة القاهرة ولكن يوم الخميس أصابت انقطاعات واسعة نصف أرجاء مصر متسببة في إيقاف المصانع وإغلاق جزء من شبكة مترو القاهرة.
وأثار الانقطاع عاصفة من السخط في أكثر الدول العربية سكانا التي تعتبر مسألة الطاقة فيها قضية شديدة الحساسية.
وكانت انقطاعات امدادات الطاقة عاملا رئيسيا في تعميق مشاعر السخط على الرئيس المعزول محمد مرسي الذي واجه احتجاجات حاشدة قبل أن يعزله السيسي حينما كان قائدا للجيش العام الماضي.
وقال السيسي في كلمة نقلها التلفزيون إن تردي حالة شبكة الكهرباء في مصر كان نتيجة سنوات من نقص الاستثمارات وأقر بأنه لا يوجد حل فوري.
وقال في كلمته "هل طورنا انتاجنا للكهرباء بنفس مستوى حاجتنا؟ هل عملنا محطات تكفي مطالبنا؟" وأضاف انه لم يحدث هذا لأن التمويل المطلوب لهذا الغرض تمويل كبير.
وتابع قوله "لازم نكون عارفين ان هذا أمر لا يمكن حله ابداً في يوم وليلة."
وقال الرئيس إن مصر تحتاج إلى إضافة 12 ألف ميجاوات إلى شبكتها خلال السنوات الخمس القادمة وإن ذلك سيتكلف نحو 12 مليار دولار.
وأضاف أن كل محطة طاقة جديدة ستحتاج إلى وقود بقيمة 700 مليون دولار سنويا وأن مصر ستسعى جاهدة لإيجاد التمويل اللازم مع الاستمرار في السيطرة على عجز الميزانية.
وقد تضرر الاقتصاد المصري بشدة من أكثر من ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية في أعقاب الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد أن ظل في الحكم 30 عاما.
وقال السيسي إن الكهرباء ليست المرفق الوحيد الذي يحتاج إلى استثمارات وإن آلاف القرى تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي.
وأضاف أنه إذا عمل المصريون معا وقبلوا هذا التحدي وتحلوا بالصبر فإنهم سينجحون في وضع مصر في المكانة التي تليق بها.
وقال "من فضلكم اصبروا ولازم تكونوا متأكدين اننا سنتغلب على كل هذا لكن لن نتغلب عليه في شهر أو اثنين أو ثلاثة نحن نسابق الزمن في كل حاجة."
وكان السيسي دعا المصريين مرارا إلى تقديم تضحيات مع سعي الحكومة لتعزيز ماليتها العامة لكن من الصعب فيما يبدو على المصريين الفقراء الذين ما زالوا يكافحون للبقاء فوق خط الفقر تقبل رسالته.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية - تحرير ملاك فاروق)