💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

صندوق النقد: ميزانية السعودية قد تسجل عجزا العام القادم

تم النشر 24/09/2014, 22:59
© Reuters صندوق النقد: ميزانية السعودية قد تسجل عجزا العام القادم

من مارتن دوكوبيل

دبي (رويترز) - قال صندوق النقد الدولي إن المالية العامة للمملكة العربية السعودية قد تشهد عجزا العام القادم وإن هذه الدولة قد تبدأ السحب من احتياطياتها الضخمة من النقد الأجنبي إذا لم تكبح جماح النمو للإنفاق الحكومي.

وكان صندوق النقد قد حث السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم على تهدئة النمو السريع في إنفاقها على مدى سنوات وهي تحذيرات هون من شأنها المسؤولون السعوديون بوصفها مثيرة للمخاوف بغير داع.

ورسم تقرير لصندوق النقد الدولي صدر هذا الأسبوع عقب المشاورات السنوية مع الحكومة صورة شديدة التشاؤم لضغوط مالية على المملكة تلوح في الأفق نذرها.

وكانت الحكومة أطلقت مشروعات ضخمة باهظة التكاليف للبنية التحتية وينذر تراجع أسعار النفط بتقليص عائدات الدولة. وفي الوقت نفسه تنفق السعودية بسخاء على المساعدات إلى بلدان عربية أخرى للحفاظ على الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة.

وبوسع المملكة الثرية ان تتغلب بسهولة على أي من هذه الضغوط لكن تقرير صندوق النقد الدولي قال إنه حتى ثروة السعودية النفطية قد لا تكون كافية لمواجهة هذه التحديات جميعا في وقت واحد.

وقال التقرير أن الحكومة قد تسجل عجزا في الميزانية قدره 1.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2015 بدلا من فائض قدره 4 في المائة كان صندوق النقد قد تنبأ به في الآونة الأخيرة في أبريل نيسان.

وقبل ذلك كان الصندوق تنبأ بأن السعودية لن تسجل عجزا في الميزانية إلا في عام 2018. وقال احدث تقارير الصندوق إن عجز الميزانية من المرجح ان يزداد إلى 7.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2019 . وسجلت الرياض آخر مر عجزا في الميزانية في عام 2009 حينما هوت أسعار النفط فترة قصيرة بسبب الأزمة المالية العالمية.

وقال الصندوق "ضبط أوضاع المالية العامة الذي كان قد توقعه موظفو الصندوق في عام 2013 لم يتحقق، ومن الضروري أن تمضي الحكومة قدما الآن على هذا الطريق نحو تنفيذ تعديل للمالية العامة."

وأضاف التقرير قوله "إن تعديلا يقلص عجز القطاع غير النفطي من المالية العامة نحو 3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي سنويا خلال السنوات 2014-2019 بالنسبة إلى عائدات ميزانية 2013 سيضمن أن تظل الودائع الحكومية كافية للتغلب على آثار هبوط كبير في أسعار النفط."

وقد ارتفع الإنفاق الحكومي خلال الأعوام القليلةالماضية إذ أنفقت الحكومة المزيد على الرفاهية الاجتماعية لضمان السلم الاجتماعي في اعقاب انتفاضات الربيع العربي. ومنذ عام 2010 زاد الإنفاق السنوي 52في المائة إلى 994.7 مليار ريال (265.2 مليار دولار) في عام 2013.

وقال تقرير صندوق النقد ان الحكومة بدأت الآن مشروعات للبنية التحتية ستؤدي إلى زيادة أخرى للإنفاق. وفي السنوات 2014-2018 من المتوقع ان يتجاوز الإنفاق الرأسمالي 16 في المائة من إجمالي الناتج المحلي مرتفعا من 11 في المائة في عام 2012 وذلك بسبب انشاءات السكك الحديدية وغيرها من المشروعات في المدن الكبرى وان الإنفاق على قروض الإسكان من المحتمل ان يصل الى 25 مليار ريال سنويا.

وقال التقرير ان هذا قد يؤدي الى تقليص الاحتياطيات التي تكونت لدى البنك المركزي -وهو مؤسسة النقد العربي السعودي- خلال السنوات القليلة الماضية التي شهدت ارتفاع اسعار النفط.

وقال صندوق النقد الدولي "ودائع الحكومة في مؤسسة النقد العربي من المتوقع أن تهبط نحو 55 في المائة بين عامي 2013 و2019 وفي عام 2019 ستكون كافية لتغطية الانفاق لمدة ستة أشهر ونصف.

واشار تقرير الصندوق ضمنا إلى أن الودائع ستهبط بمقدار 896.5 مليار ريال تقريبا بحلول عام 2019 من 1.6 تريليو ريال في عام 2013.

ويستثمر البنك المركزي في العادة الودائع الحكومية في أوعية استثمارية اجنبية مثل سندات الخزانة الأمريكية لأن عملة البلاد مرتبطة بالدولار. ولذلك فإنه إذا ارادت الرياض السحب من ودائعها فإن هذه الخطوة من المحتمل ان تشتمل على بيع أوراق مالية أجنبية.

وقال الصندوق إنه من المتوقع ان يزداد صافي الموجودات الخارجية لمؤسسة النقد العربي السعودي إلى 768.5 مليار دولار في عام 2014 من 716.7 مليار د ريال دولار العام الماضي.

وقال صندوق النقد الدولي إنه بسبب الانفاق الحكومي المرتفع فإن سعر النفط الذي تحتاج إليه الحكومة لتحقيق توازن الميزانية ارتفع إلى 89 دولارا للبرميل في عام 2013 من 78 دولارا في عام 2012. ولكن أسعار النفط سارت في اتجاه سلبي بالنسبة للسعودية في الأشهر القليلة الماضية ويرى صندوق النقد الدولي على نقيض ما تذهب إليه التنبؤات العلنية للمسوؤلين السعوديين أن الاتجاه النزولي للأسعار قد يستمر.

وتنبأ التقرير أن السعودية ستبيع نفطها الخام بسعر 101.6 دولار للبرميل في عام 2015 و91.8 دولار فحسب في عام 2019.

وقال التقرير إنه في الوقت نفسه زادت ارتباطات السعودية الخاصة بالمساعدات الخارجية زيادة كبيرة، فقد تعهدت بتقديم 22.7 مليار دولار مساعدات مالية بين يناير كانون الثاني 2011 وأبريل نيسان 2014 وصرفت من هذا المبلغ 10.9 مليار دولار معظمها لمصر. وكانت هناك تعهدات أخرى منذ ذلك الحين ففي أغسطس آب منح الملك عبد الله الجيش اللبناني مليار دولار لمساعدته في قتال المتشددين.

ويتوقع صندوق النقد اللدولي فائضا في الميزانية نسبته 2.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي ف عام 2014 لكن بعض الاقتصاديين يعتقدون أن التعهدات بتقديم مساعدت قد تدفع الميزانية في خانة العجز هذا العام.

وقال فهاد التركي رئيس البحوث في جدوى للاستثمار في الرياض "المعونات المالية على وجه الخصوص هي التي ستدفع الميزانية الى تسجيل عجز هذا العام."

وقد لا يكون تسجيل عجز أمرا كارثيا للحكومة ويعتقد الاقتصاديون إنه بالاضافة الى استخدام احتياطياتها فإنها تستطيع بسهولة الاقتراض من الأسواق كما تفعل معظم الحكومات في أنحاء العالم. وهبط الدين الحكومي إلى 2.7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2013 وهو من أدنى المستويات على مستوى العالم.

مهما يكن من أمر فإن صندوق النقد الدولي أوصى ان تخفض السلطات السعودية فاتورة الأجور من خلال تحديد وظائف القطاع العام التي يمكن إلغاؤها حينما تصبح شاغرة.

وقال التقرير "فضلا عن ذلك، فإنه نظرا لأن مشروعات الإنفاق الرأسمالي تؤلف جزءا كبيرا من نفقات الميزانية فإن ترتيب أولويات هذه المشروعات بعناية يمكن أن يساعد على تحديد أي هذه المشروعات يمكن تأجيله أو إلغاؤه وأن مراجعة عمليات تنفيذ المشروعات قد تسفر عن تحقيق وفورات في الإنفاق."

وقال التقرير إنه في جانب الإيرادات يجب على الرياض أن تدرس فرض ضريبة على العقارات الفاخرة والأراضي الفضاء وزيادة الرسوم على الخدمات الحكومية ورفع أسعار مواد الطاقة المنخفضة بدرجة كبيرة.

وقال الصندوق إنه خلال المشاورات اتفقت السلطات السعودية بوجه عام مع توقعات الصندوق الخاصة بالميزانية لكنهم رأوا ان المجال المتاح لتحقيق ضبط لأوضاع المالية العامة محدود في الوقت الحالي.

© Reuters. صندوق النقد: ميزانية السعودية قد تسجل عجزا العام القادم

وقال التقرير "رأت السلطات أيضا ان المجال محدود لتحقيق إيرادات اضافية في الوقت الحالي ولكن على المدى المتوسط حينما تتاح أشكال بديلة لوسائل النقل يمكن دراسة إجراء زيادات في أسعار مواد الطاقة."

(إعداد وتحرير محمد عبد العال للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.