برازيليا، 2 أكتوبر/تشرين أول (إفي): انتهت اليوم كافة الحملات الدعائية التلفزيونية والإذاعية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية البرازيلية بهجوم عنيف وجهته كل من المرشحة مارينا سيلفا والمرشح أيشيو نيفيس للرئيسة الحالية والمرشحة ديلما روسيف التي عرضت تشكيل "حكومة جديدة بأفكار جديدة".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن سيلفا ونيفيس يتنافسان فيما بينهما للوصول إلى جولة إعادة أمام روسيف، بيد أنهما خصصا آخر مرات ظهورهما على التلفزيون اليوم لانتقاد الفساد الذي يحيط بشركة النفط الحكومية (بتروبراس).
وأعلنت سيلفا مرشحة الحزب الاشتراكي البرازيلي "يكذب من يقول إنه ليس لديه علم بحدوث سرقة في (بتروبراس)، يكذب من يقول إنه لا يعلم بالفساد في هذه البلاد"، وذلك خلال آخر ظهور تلفزيوني لها.
بالمثل، شن نيفيس هجوما قويا في نفس الاتجاه حيث عرض صورا للنقاش الأخير بين المرشحين والذي طالب خلاله روسيف بكشف حقيقة الفساد داخل أبرز شركة في البرازيل.
لذا حث نيفيس الناخبين على منح "أصواتهم الحاسمة" والضرورية من أجل التغلب على روسيف وحزبها (حزب العمال) الذي يتولى الحكومة منذ 2003 حينما كان على رأسه لولا دا سيلفا الرئيس السابق للبلاد.
بينما أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن روسيف ستحصل في انتخابات الأحد المقبل على 40% مقابل 25% لسيلفا و20% لنيفيس، بينما تحصل روسيف على فترة رئاسية ثانية في جولة الإعادة إذ كان الفارق بينها وبين المرشح الآخر 10 نقاط مئوية.
كما ذكرت سيلفا، التي انتقدت الفساد المفترض في (بتروبراس) ولا مبالاة الرئيسة روسيف إزاء هذه الشبهات غير المشروعة، بانتماءها إلى أوساط فقيرة وصلتها بمنطقة الأمازون التي ولدت ونشأت وعملت فيها خلال طفولتها.
وأضافت "حلمت ذات يوم بأشياء بسيطة. حلمت بالتخلص من الأمية وفعلت ذلك عندما بلغت 16 عاما، حينما ذهبت إلى المدينة. حينما عدت لرؤية أسرتي وجدت أنهم يتحدثون برتغالية ركيكة، لكنهم كانوا يعلمون تفاصيل الغابة".
وأكدت أنها رغم هذه الظروف والفقر إلا أنها تعلمت مبادئ "احترام التنوع"، واعدة بتطبيقها في أعمال الحكومة إذا تم انتخابها كرئيسة للبلاد.
لكن من بين أبرز منافسي روسيف، حظيت سيلفا بأقل وقت مجاني للظهور على شاشات التلفاز، وهو الوقت الذي يمنح بناء على نسبة تمثيل الأحزاب التي تؤيد أي مرشح في البرلمان.
أما روسيف فهي مدعومة من ائتلاف كبير ساهم في حصولها على 12 دقيقة يوميا كي تتوجه إلى الناخبين برسائلها، بينما حظى نيفيس بأربع دقائق يوميا، وسيلفا بدقيقتين على الأكثر.
واستعرضت الرئيسة الحالية أداءها خلال فترتها التي بدأت مطلع يناير/كانون ثان 2011 ، وأنها سارت على نفس النهج الذي شهدته الأعوام الثمانية التي تولى خلالها سلفها وملهمها لولا دا سيلفا رئاسة البلاد.
كما ظهر دا سيلفا، السياسي الأبرز والأكثر شعبية في البرازيل، برفقة روسيف ليؤكد أن فترته الثانية كانت "أفضل بكثير من الأولى"، معربا عن ثقته في أن تسير الأمور على نفس النحو مع ديلما.
كما خرج لولا في محادثة قدمت على أنها "بين أصدقاء"، مع روسيف جلسا فيها سوية بأحد الميادين ليبرزا أن "البرازيل تحسنت" وأن "هذا هو ما ينبغي الدفاع عنه" الأحد المقبل.
بالمثل، عاودت روسيف الهجوم على ما تحاول مارينا سيلفا تقديمه وهو "السياسة الجديدة"، خاصة وأنها تتبنى خطابا هجوميا تجاه الأحزاب التقليدية.
وأوضحت "هناك مرشحون يعرضون شيئا جديدا، لكنهم لا يقولون لنا حقيقة ما سيفعلونه، ليس لديهم مقترحات محددة والشيء الوحيد المحدد الذي يقدمونه هو مواصلة ما يتم تنفيذه الآن"، في إشارة إلى برامجها التي تنفذها الحكومة ويؤكد المرشحون الآخرون سعيهم لاستمرارها.
ومن المنتظر أن تستمر الحملات الدعائية في الشوارع حتى السبت المقبل، قبل أن يتوجه 142 مليون برازيلي إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. (إفي)