من باتريك ور
القاهرة (رويترز) - أظهر استطلاع لرويترز يوم الخميس أن الاقتصاد المصري سينمو 4.0 بالمئة في السنة المالية الحالية و4.5 بالمئة في السنة المقبلة، حتى مع تجشم البلاد خفضا مستمرا لقيمة عملتها، وهو ما يتماشى مع توقعات الحكومة للعام الحالي.
وتعرض اقتصاد البلاد الهش بالفعل لضربة جديدة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، والذي هز قطاع السياحة وأدى لرفع أسعار السلع الأولية ودفع المستثمرين الأجانب إلى سحب حوالي 20 مليار دولار من أسواقها المالية.
دفعت هذه المشاكل مصر إلى السعي للحصول على حزمة دعم مالي بقيمة ثلاثة مليارات دولار على مدى 46 شهرا من صندوق النقد الدولي تم التوقيع عليها في ديسمبر كانون الأول.
وقال بي.إن.بي باريبا في مذكرة "الاقتصاد المصري حاليا في غمرة بعض الاضطرابات مع توقعات ضبابية جدا" في ظل ضغوط تضخمية وتراجع في القوة الشرائية للأسر وتباطؤ في برامج البنية التحتية الرئيسية مما يؤدي إلى تراجع النمو".
وجاء متوسط التوقعات في الاستطلاع الذي أجرته رويترز في الفترة من السادس وحتى 26 أبريل نيسان، وشمل 13 اقتصاديا، عند نمو بنسبة أربعة بالمئة في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو حزيران، و4.5 بالمئة في السنة المالية 2023-2024 و5.0 بالمئة في 2024-2025.
وتطابق هذا مع توقعات الحكومة في خطاب النوايا الصادر في 30 نوفمبر تشرين الثاني إلى صندوق النقد الدولي بنمو 4.0 بالمئة. وقالت الرئاسة في مارس آذار إن مصر تستهدف نموا بنسبة خمسة بالمئة في موازنة 2023-2024.
وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن 24.0 بالمئة في 2022-2023 و20.9 بالمئة في السنة التالية قبل أن ينخفض إلى 9.3 بالمئة في 2024-2025. وسيكون ذلك أعلى من النطاق المستهدف للبنك المركزي البالغ 5-9 بالمئة بحلول الربع الرابع من عام 2024 و3-7 بالمئة بحلول الربع الرابع من عام 2026.
وأظهرت بيانات رسمية ارتفاع التضخم السنوي في مصر إلى 32.7 بالمئة في مارس آذار، وهو ما يقل قليلا عن المعدل القياسي المرتفع المسجل قبل ست سنوات.
جاء ارتفاع التضخم في أعقاب نقص طويل الأمد في العملات الأجنبية، وسلسلة من التخفيضات في قيمة العملة بدأت في مارس آذار 2022 وتأخيرات مستمرة في إدخال الواردات إلى البلاد.
وتوقع الاقتصاديون أن ينخفض الجنيه المصري إلى 34 للدولار بحلول نهاية ديسمبر كانون الأول 2023، وإلى 35 بنهاية ديسمبر كانون الأول 2024 و35.07 بعد ذلك بعام.
وقال البنك المركزي إنه سيسمح للعرض والطلب بتحديد سعر صرف الجنيه. وكان البنك قد ترك العملة دون تغيير منذ التاسع من مارس آذار عند حوالي 30.90 للدولار على الرغم من وعد قطعته مصر لصندوق النقد الدولي. وفي العام السابق، سمح لقيمة العملة بالانخفاض بمقدار النصف.
ووجد الاستطلاع أن من المتوقع أن يرتفع سعر العائد على الإقراض لليلة واحدة البالغ 19.25 بالمئة، إلى 19.75 بالمئة بحلول نهاية يونيو حزيران قبل أن ينخفض إلى 18.25 بالمئة في العام التالي و13.75 بالمئة في العام اللاحق.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)