💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

حيل إيرانية جديدة لردع غير المحجبات لكن مقاومة النساء لا تكل

تم النشر 02/05/2023, 21:46
محدث 02/05/2023, 21:48
© Reuters. امرأة إيرانية تمشي في أحد شوارع طهران بإيران يوم التاسع من أبريل نيسان 2023. صورة لرويترز من وكالة أنباء غرب آسيا.

من باريسا حافظي

دبي (رويترز) - خوفا من تجدد أسوأ اضطرابات سياسية في إيران منذ سنوات، يلجأ حكام الجمهورية الإسلامية إلى أساليب جديدة أقل فجاجة لمعاقبة النساء اللائي يرفضن ارتداء الحجاب الإسلامي الإلزامي.

تجمع الأساليب، التي بدأت السلطات اتباعها في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد العام الماضي، بين استخدام الكاميرات الأمنية وحرمان المخالفات من الحصول على خدمات الدولة، لتحل محل شرطة الأخلاق التي أطلقت أفعالها شرارة الاضطرابات على مدى أشهر.

ويقول ناشطون إيرانيون إن الإجراءات لم تحقق تقدما كبيرا حتى الآن في مواجهة معارضة الحجاب وقد تفاقم الضغوط الاقتصادية إذا عطلت النشاط الاقتصادي.

وقالت رؤية (31 عاما)، وهي معلمة خاصة في مدينة رشت بشمال إيران كانت قد اعتقلت خلال احتجاجات نوفمبر تشرين الثاني واحتجزت لثلاثة أشهر، "المشي بدون حجاب في الشوارع هو الآن أسلوبي لإبقاء ثورتنا حية".

وقالت مريم وهي طالبة في مدرسة ثانوية بمدينة كرمانشاه في غرب إيران لرويترز "لسنا خائفين من تهديدات النظام. نريد الحرية... هذا الطريق سيستمر إلى أن نستعيد بلادنا من رجال الدين".

واسترسلت قائلة "ما أسوأ سيناريو إذا مشيت في الشارع بدون حجاب؟ الاعتقال؟ لا أبالي".

وتعرضت النساء اللائي رفضن ارتداء الحجاب، على مدار عقود، للملاحقة من شرطة الأخلاق التي تنتشر في سيارات تتجول في الأماكن العامة المزدحمة. وكانت الطواقم المؤلفة من نساء ورجال تراقب "الزي والسلوك غير الإسلاميين".

لكن سكانا قالوا لرويترز إن تلك السيارات اختفت تقريبا من شوارع المدن التي اعتادت التجول فيها بعد أن عرضت الاحتجاجات حكام إيران من رجال الدين لأسوأ أزمة شرعية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وقال مسؤولون إيرانيون إن دوريات شرطة الأخلاق لن تتزعم بعد الآن الحملة على مخالفي قواعد اللباس.

- حيل جديدة

وبدلا من الشاحنات الصغيرة، تعمد السلطات إلى تثبيت كاميرات في الشوارع لرصد النساء غير المحجبات في حيلة تستهدف كشف انتهاكات قواعد اللباس الإيرانية الصارمة لكن في تكتم.

وهناك حيلة جديدة أخرى تمثلت في إصدار أمر حكومي للقطاعين الخاص والعام بعدم تقديم خدمات إلى "المخالفات". وصدرت تحذيرات من احتمال فرض عقوبات تتراوح من الغرامات الباهظة إلى السجن.

لكن أعدادا متزايدة من النساء رفعن راية التحدي، على الرغم من ذلك، للسلطات بخلع الحجاب في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة امرأة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاما أُلقي القبض عليها بزعم انتهاك قواعد الحجاب.

وقمعت قوات الأمن الاحتجاجات بعنف، وهدأت احتجاجات الشوارع إلى حد بعيد في فبراير شباط.

وأطلق موت مهسا أميني في سبتمبر أيلول في مقر لشرطة الأخلاق العنان لغضب مكبوت منذ سنوات في المجتمع بسبب قضايا تمتد من البؤس الاقتصادي إلى تشديد الضوابط السياسية.

وتظهر النساء كثيرا الآن غير محجبات في مراكز التسوق والمطارات والمطاعم والشوارع في تجل لصورة من العصيان المدني.

وحذر عدد من المشرعين والسياسيين من أن الاحتجاجات قد ترجع لعنفوانها إذا استمرت السلطات في التركيز على معاقبة النساء اللائي يعارضن فرض الحجاب عليهن. وواجه محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، انتقادات من اقتصاديين وسياسيين حين قال في 14 أبريل نيسان إن التشديد على مسألة الالتزام الحجاب لا يتعارض مع تنمية الاقتصاد.

وقال سعيد جولكار، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة تنيسي في تشاتانوجا، إن تطبيق قانون الحجاب يستهدف إرضاء "القاعدة الاجتماعية الصغيرة للنظام الاستبدادي من المحافظين والمتدينين".

ومنذ إطلاق سراحها بكفالة، مُنعت رؤية من مغادرة البلاد واستُدعيت بضع مرات للاستجواب.

وقالت "ربما أُسجن مرة أخرى، لكن الأمر يستحق ذلك. أريد أن يتحرر بلدي وأنا مستعدة لدفع الثمن".

ومثل عشرات النساء الأخريات اللائي أجريت معهن مقابلات، طلبت رؤية عدم الكشف عن هويتها مخافة البطش بها.

وقالت مينو (33 عاما) في مدينة مشهد "أخرج بلا حجاب كل يوم لأظهر أن معارضة الحكام لا زالت حية". وأضافت أن قوات الأمن ضربتها واعتقلت شقيقها أثناء الاحتجاجات.

- الأزمات الاقتصادية

وقال مصدر إيراني مقرب من كبار صناع القرار إن الحيل الجديدة للتصدي لفرض الحجاب قد تفاقم مشكلات إيران الاقتصادية.

وقالت وسائل إعلام حكومية إن آلاف الشركات والأعمال أٌغلقت منذ أيام، ومنها مركز تجاري في طهران به 450 متجرا، لأن موظفيها لم يلتزموا بقانون الحجاب الإلزامي وكانوا يخدمون غير المحجبات.

ومع تضرر الاقتصاد من العقوبات الأمريكية وسوء الإدارة، واجهت إيران احتجاجات شبه مستمرة من العمال والمتقاعدين لعدة أشهر بسبب معدل تضخم تجاوز 50 بالمئة وارتفاع معدلات البطالة وعدم دفع الأجور.

وبثت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية لقطات لنساء غير محجبات منعن من استخدام وسائل النقل العام، وذكرت وزارتا الصحة والتعليم أن مخالفات قواعد اللباس الإسلامي سيُحرمن من تلك الخدمات.

وقال أصغر (45 عاما) في وسط مدينة أصفهان "أغلقت السلطات متجري للبقالة بضعة أيام لأنه كان يقدم الخدمة للنساء غير المحجبات".

وأضاف "يتعين علي العمل لأعول أسرتي. لا أكاد أغطي نفقاتي. لا يهمني إذا كان زبائني محجبات أم غير محجبات".

© Reuters. امرأة إيرانية تمشي في أحد شوارع طهران بإيران يوم التاسع من أبريل نيسان 2023. صورة لرويترز من وكالة أنباء غرب آسيا.

أما شديّ (20 عاما)، فقد أصبح حضور دروسها في إحدى جامعات في شمال إيران "نضالا يوميا من أجل الحرية".

وقالت "هددتني سلطات الجامعة بالطرد... لكنني لن أتراجع لحين أن نتحرر".

(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.