اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ما بين التوقف المؤقت و‏التوقف الدائم؟

FXNEWSTODAY - تتجه أنظار الجميع فى أسواق المال العالمية ،اليوم الأربعاء ، صوب مجلس الاحتياطي الفيدرالي ،حيث الإعلان عن قرارات السياسة النقدية فى ختام الاجتماع الدوري ومتابعة المؤتمر الصحفي لرئيس المجلس "جيروم باول" للتعليق على تلك القرارات.

من المحتمل حالياً بنسبة 90% قيام البنك المركزي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة بدون أي تغيير عند 5.25% كأعلى مستوى منذ آب/أغسطس 2007.

أسعار الفائدة الأمريكية تقع حالياً عند مستهدف سعر الفائدة القياسي الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي خلال توقعاته الربع سنوية الصادرة خلال اجتماع 21-22 آذار/مارس الماضي.

وعبر بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي قبل الدخول فى فترة الصمت قبل الاجتماع الحالي ،عن ضرورة التوقف مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة ،بهدف أخذ المزيد من الوقت لتقييم التطورات الاقتصادية فى الولايات المتحدة.

وبناءاً على المرجح حالياً، أصبح أهم سؤال ينتظر توضيحات مجلس الاحتياطي اليوم..هل يكون التوقف عن التشديد النقدي مؤقتاً آم دائماً ؟

نحاول خلال هذا التقرير ،التطرق إلى أهم التوقعات حول إجابة هذا السؤال ،وعلى التأثير المحتمل على سعر صرف الدولار الأمريكي وأسواق المال العالمية.

احتمالات الفائدة الأمريكية

التسعير الحالي للعقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية دون أي تغيير اليوم الأربعاء مستقراً عند 90% ، وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات الرفع بوتيرة 25 نقطة مستقراً عند 10%.

توقيت صدور القرارات اليوم

يصدر قرار الفائدة وبيانات السياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية بحلول الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش ، ويتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" بحلول الساعة 18:30 جرينتش‎.‎

ماذا حدث فى الاجتماع السابق؟

رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع 2/3 أيار/مايو أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ، بنفس الوتيرة للمرة الثالثة على التوالي، ليصل بذلك سعر الفائدة القياسي إلى نطاق من 5.00% إلى 5.25%، وهو أعلى مستوى منذ آب/أغسطس من عام 2007، أي قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.

وقال الاحتياطي الفيدرالي أنه لا يزال مهتماً بشدة بمخاطر التضخم الذي لا يزال مرتفعاً ، وأشار إلى أن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة توسّع بوتيرة متواضعة خلال الربع الأول من هذا العام، وشهدت الأشهر الأخيرة زيادة قوية في عدد الوظائف المتاحة، وظل معدل البطالة منخفضاً.

وحذف المركزي الأمريكي فى بيانه العبارة التي وردت فى اجتماعه السابق ( إن "بعض" المزيد من التشديد النقدي "قد يكون" مناسباً لتحقيق مستهدف التضخم ) واكتفي بالقول إنه سيراقب البيانات الواردة لتحديد ما إذا كان هناك حاجة لتعديل موقف السياسة النقدية بالشكل المناسب إذا ظهرت مخاطر قد تعرقل تحقيق أهدافه بإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف عند 2%.

وجدد الاحتياطي الفيدرالي التأكيد أيضاً على أن النظام المصرفي في الولايات المتحدة سليم ومرن ، وأشار إلى أنه من المرجح أن تؤثر شروط الائتمان الأكثر تشدداً بالنسبة إلى الأسر والشركات على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم فى البلاد.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" أن ضغوط الأسعار لا تزال تشكل مصدر قلق للبنك الاحتياطي الفيدرالي ،وأنه دون استقرار الأسعار لن نحقق سوق عمل قوية بشكل مستدام ، وأضاف أن الطريق لا يزال طويلاً أمام جهود خفض التضخم، وأن ذلك لن يكون سهلاً.

وقال جيروم باول إنه بسبب ذلك ، من السابق لأوانه القول إن دورة رفع أسعار الفائدة قد انتهت ، نحن على استعداد لفعل المزيد فى هذا الشأن ،وأشار باول أن أعضاء لجنة السياسة النقدية لم يتخذوا قراراً بشأن التوقف مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة فى اجتماع حزيران/يونيو المقبل ،ولا يمكن القول إننا وصلنا إلى المستوى الكافي فى رفع أسعار الفائدة.

وأضاف جيروم باول ، الظروف الائتمانية المشددة الناجمة عن الضغوط التي يتعرض لها القطاع المصرفي فى الولايات المتحدة ستؤثر سلباً على الاقتصاد الأمريكي ،واستبعد دخول الاقتصاد فى حالة ركود وقال استبعد حدوث الركود لكنه فى حالة حدوثه سيكون محدوداً.

خلاصة اجتماع مايو

الأمر الأساسي المستخلص من الاجتماع السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هو أن صناع السياسة تركوا الباب مفتوحاً على ما يبدو أمام توقف مسار التشديد النقدي مؤقتاً.

معركة التضخم فى الولايات المتحدة

من الواضح أن معركة التضخم في الولايات المتحدة العام الحالي غير مسبوقة في حقبة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ، ولا يوجد ما يضمن أن صناع السياسة سيتراجعون عن الاستمرار فى خوض تلك المعركة.

لكن بيانات أسعار المستهلكين الصادرة بالأمس ،أظهرت تراجعاً جديداً فى معدلات التضخم الأمريكية ، فى استجابة واضحة لمسار التشديد النقدي الذي اتخذه الاحتياطي الفيدرالي منذ آذار/مارس 2022.

بيانات التضخم

أظهرت البيانات الصادرة يوم الثلاثاء فى الولايات المتحدة ،ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بنسبة 4.0% فى أيار/مايو ، مسجلاً أدنى مستوى فى عامين ،وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي ارتفاعاً بنسبة 5.3% ،فى ثاني تراجع شهري على التوالي.

بيان السياسة النقدية

مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيوضح كثيراً إذا كان التوقف عن التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة مؤقتاً آم دائماً ،عن طريق إجراء التعديل المناسب على صياغة بيان السياسة النقدية.

والمرجح حتى الآن على حسب أراء الاقتصاديين أن يكون توقف الاحتياطي الفيدرالي مؤقتاً ،حيث لا تزال معدلات التضخم خاصة الأساسية أعلى كثيراً من المستهدف عند 5% ،وهناك حاجة لزيادة إضافية فى أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة.

بيان التوقعات الاقتصادية

من خلال توقعات التضخم وأسعار الفائدة التي سيعلن عنهما الاحتياطي الفيدرالي اليوم ،سيتضح كثيراً هل يكون التوقف المنتظر مؤقتاً آم دائماً.

حيث التعديلات الصعودية على توقعات التضخم ،مع تحريك سعر المستهدف لسعر الفائدة من 5.25% إلى 5.50% على الأقل يعني التوقف خلال هذا الاجتماع مؤقتاً ،وعلى الأرجح أن يستأنف الاحتياطي الفيدرالي مسار التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة خلال اجتماع تموز/يوليو المقبل.

توقعات

وقال كبير الاقتصاديين في إيه سي سي سيكيوريتيز "كليفورد بينيت"على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتوقف مؤقتاً في هذا الاجتماع ، فإنه سيحافظ بالتأكيد على حيز تشديد نقدي في المستقبل المنظور ،وذلك بالنظر إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي المستقر عند 5.3%.

وقال كبير محللي السوق فى سيتي إندكس "مات سيمبسون" فى الوقت الذي من المتوقع فيه أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة والإعلان عن توقف مؤقت ،لكن مع تحذير متشدد ، لأنه يريد إبقاء توقعات التضخم تحت الضغط.

الدولار الأمريكي

الدولار الأمريكي سوف يتعافي سريعاً من مستويات الأدنى فى ثلاثة أسابيع مقابل سلة من العملات الرئيسية ،إذا أعلن الاحتياطي الفيدرالي توقف مؤقتاً ووجود زيادة واحدة إضافية على الأقل فى أسعار الفائدة الأمريكية خلال هذا العام.

وحينها سوف يعزف المستثمرون عن المخاطرة فى الأصول ذات العائد المرتفع ،وتنخفض أسعار الأسهم والسلع والمعادن فى الأسواق.

وفى حالة وجود إشارات أكثر وضوحاً حول التوقف النهائي ،حينها سوف يتكبد الدولار الأمريكي خسائر فادحة ،مع ارتفاع أسعار الأسهم والسلع والمعادن.

اطلع على المقالة الأصلية