(رويترز) - قالت المديرة القُطرية لبرنامج الأغذية العالمي في أفغانستان لرويترز يوم الجمعة إن المساعدات الغذائية الموجهة للدولة التي مزقتها الحرب ستتوقف تماما بنهاية أكتوبر تشرين الأول في ظل توقعات التمويل الحالية، فيما يواصل مسؤولون في الأمم المتحدة التحذير من خطورة خفض التمويل وسط قيود تفرضها طالبان على النساء.
وخفض البرنامج بالفعل حصص الإعاشة والمساعدات النقدية المخصصة لثمانية ملايين أفغاني هذا العام، مما يبرز خطورة التحديات المالية التي تواجه وكالات الإغاثة في أفغانستان. وتقول الأمم المتحدة إن أفغانستان تشهد أسوء أزمة إنسانية في العالم.
وقالت هسياو-وي لي المديرة القُطرية لبرنامج الأغذية العالمي في أفغانستان لرويترز "يمكننا تقديم خدماتنا لخمسة ملايين شخص لمدة شهرين آخرين ولكن بعد ذلك لن يكون لدينا أي موارد... أعتقد أن هذا يوضح صعوبة الموقف".
وسيبدأ تقلص المساعدات في أغسطس آب، ثم تنخفض أكثر في سبتمبر أيلول قبل أن تتوقف تماما في أكتوبر تشرين الأول، وفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي لحجم الأموال المتاحة حاليا والمساعدات المالية التي وعدت بها الدول المانحة في الأشهر المقبلة.
واضطرت الأمم المتحدة إلى خفض طلب تمويل خطتها الإنسانية مع تراجع المانحين. ويقول مسؤولون دوليون إن سبب وقف المساعدات يرجع في جانب منه إلى الأزمات العالمية والصعوبات التي تواجه الميزانيات الحكومية والقيود التي تفرضها إدارة طالبان على النساء، والتي يقول المدافعون عنهن إنها تساهم في خفض التمويل.
ومنعت طالبان النساء الأفغانيات من العمل في مجال العمل الإغاثي منذ ديسمبر كانون الأول ما لم تحصل المنظمات على إعفاءات من المسؤولين المحليين.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن نحو 15 مليون أفغاني يواجهون خطر نقص الغذاء ويحتاجون للمساعدات.
وقالت لي إن البرنامج يحتاج إلى تمويل بقيمة مليار دولار لتقديم المساعدات الغذائية وتنفيذ المشروعات المقررة حتى مارس آذار المقبل.
وأضافت أن برنامج الأغذية العالمي سيبقى في أفغانستان وينفذ أنشطته الأخرى مثل مشروعات التغذية حتى في حالة تخفيض المساعدات المتوقعة.
وأشارت إلى أن القيود المفروضة على النساء تمثل "مصدر قلق مشروع" بالنسبة للمانحين، لكنها أضافت أن نصف المستفيدين تقريبا من مساعدات برنامج الأغذية العالمي من النساء والفتيات.
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)