من إيدن لويس
القاهرة (رويترز) - أظهر استطلاع لرويترز أن نمو الاقتصاد المصري سيكون بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا في وقت سابق، في حين سيتراجع الجنيه أكثر قليلا من التوقعات السابقة.
وتعاني مصر منذ فترة طويلة من نقص في العملات الأجنبية ومستويات تضخم قياسية وزيادة في عبء الديون، على الرغم من أن الاقتصاد يواصل تحقيق نمو مطرد في خضم الصدمات الناتجة عن جائحة كوفيد-19 والحرب الأوكرانية.
وفي ديسمبر كانون الأول، اتفقت الحكومة مع صندوق النقد الدولي على برنامج قرض قيمته ثلاثة مليارات دولار، وسط تعهدات باعتماد نظام سعر صرف مرن وتقليص دور الدولة في الاقتصاد وتعزيز القطاع الخاص.
ومع ذلك، تم تأجيل المراجعة الأولى للبرنامج إذ ظل سعر الصرف ثابتا عند حوالي 30.85 جنيه للدولار منذ مارس آذار.
وجاء متوسط توقعات النمو في استطلاع أجرته رويترز، في الفترة من 10 إلى 18 يوليو تموز وشمل 13 اقتصاديا، عند 4.2 بالمئة في السنة المالية التي بدأت في الأول من يوليو تموز، وذلك بانخفاض طفيف عن توقع سابق في أبريل نيسان بتحقيق نمو 4.5 بالمئة.
كما توقع الاستطلاع أن يتحسن النمو في السنة المالية 2024-2025، إلى 4.8 بالمئة.
وقال وزير المالية محمد معيط يوم الأربعاء إن البيانات الأولية أظهرت نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 4.2 بالمئة خلال 2022-2023.
وأشار متوسط التوقعات في الاستطلاع إلى أن الجنيه سيتراجع إلى 34.8 مقابل الدولار بحلول نهاية هذا العام، وهو ما يأتي دون التوقعات السابقة بانخفاضه إلى 34 جنيها.
وتوقع اقتصاديون انخفاض الجنيه إلى 36.95 مقابل الدولار بحلول نهاية 2024 وإلى 38.90 في العام التالي.
وقال ميخائيل فولودشينكو الخبير لدى أكسا إنفستمنت ماندجرز إنه مع إحجام مصر عن بيع حصص استراتيجية في الشركات التي تسيطر عليها الدولة أو خفض تقييمات الحصص المعروضة فإن تدفقات الدولار التي تحتاج إليها بشدة ستظل محدودة للغاية.
وتابع "ربما يجدون سبلا لسد الفجوة على المدى القصير... والسؤال هو ما الذي سيحدث على المدى الطويل وما إذا كان بإمكانهم الخروج من هذه المعضلة".
وفقدت العملة نحو 50 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار في سلسلة من عمليات الخفض الحاد لقيمتها منذ مارس آذار 2022، ولا يزال يواجه ضغوطا في السوق الموازية.
وارتفع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية إلى مستوى قياسي عند 35.7 بالمئة في يونيو حزيران، متجاوزا أعلى مستوياته المسجلة على الإطلاق في 2017 في أعقاب خفض حاد لقيمة العملة ضمن برنامج سابق لصندوق النقد الدولي.
ويشير متوسط توقعات 11 من خبراء الاقتصاد الذي استطلعت رويترز آراءهم إلى أن التضخم في المدن المصرية سيتراجع إلى 22 بالمئة بحلول نهاية السنة المالية الحالية في يونيو حزيران 2024 ثم سينخفض إلى 13 بالمئة في العام التالي.
وفي الاستطلاع السابق في أبريل نيسان، بلغ متوسط توقعات خبراء الاقتصاد للتضخم في المدن المصرية 20.9 بالمئة للسنة المالية 2023-2024، و9.3 بالمئة للسنة المالية 2024-2025.
ويقول مصرفيون ومحللون إن زيادة في المعروض النقدي استخدمت لتغطية العجز المتزايد في الميزانية، مما ينذر بارتفاع أكبر للتضخم وفرض مزيد من الضغوط على الجنيه.
(إعداد دعاء محمد ومروة سلام ومروة غريب للنشرة العربية - تحرير سها جادو)