Investing.com - تترقب الأسواق صدور بيانات التوظيف الرئيسية الأمريكية لشهر أغسطس، اليوم الجمعة، الساعة 15:30 بتوقيت السعودية، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والذهب، بالإضافة إلى تأثيرها القوي المرتقب على أسواق الأسهم وقرار الفيدرالي القادم، وفيما يلي نظرة على البيانات المنتظرة وكيف تؤثر على تداولات الدولار والذهب.
اقرأ أيضًا: قرار من هيئة أمريكية يُسقط البيتكوين بقوة.. المكاسب تبخرت والهبوط قد يمتد
البيانات الصادرة هذا الأسبوع
في الفترة الأخيرة، صدرت بيانات اقتصادية تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الركود والتباطؤ، وهو ما يدعم ارتفاع الذهب من ناحية وهبوط الدولار من ناحية أخرى، لأن الركود سوف يدفع الفيدرالي لإنهاء دورة تشديد السياسة النقدية عند المستويات الحالية. وبالتالي فمن المتوقع أن تسير بيانات التوظيف المقرر صدورها اليوم على هذا النهج، أي تأتي سلبية وضعيفة، وبالتالي سيرتفع الذهب ويتراجع الدولار.
قال تيم ووترر، كبير محللي السوق التجاري في KCM: "كانت البيانات الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع من الولايات المتحدة أضعف من المتوقع، وسينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت بيانات التوظيف الرئيسية تؤكد اتجاه ركود النشاط الاقتصادي أم لا".
اقرأ أيضًا: تقلبات سعرية ملحوظ بالذهب.. قبل صدور بيانات هامة قد تغير كل شيء
ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي - وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الفيدرالي - إلى 3.3% في يوليو على أساس سنوي، من 3% في الشهر السابق.
ورغم أن وتيرة الارتفاع تقل عن ذروتها المسجلة الصيف الماضي عند 7%، إلا أنها لا تزال أعلى كثيرًا من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيراقب البيانات على مدى الأسابيع القليلة المقبلة لدراسة ما يجب فعله بشأن الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل.
وعلى صعيد بيانات سوق العمل، كشف تقرير وزارة العمل الأمريكية أمس، تراجع طلبات إعانة البطالة الأولية بمقدار 4 آلاف طلب إلى 228 ألفًا في الأسبوع المنتهي في السادس والعشرين من أغسطس، وهو المستوى الأدنى في 4 أسابيع.
وارتفع متوسط عدد طلبات إعانة البطالة في الأربعة أسابيع الماضية (وهو المعيار الأكثر دقة لقياس أداء سوق العمل) بمقدار 250 طلبًا ليصل إلى 237.5 ألف طلب، من متوسط الأسبوع السابق المعدل بالرفع من 236.75 ألف طلب إلى 237.25 ألف.
وبحسب تقرير تسريح العمالة الصادر الخميس عن شركة "تشالنجر وجراي وكريسماس"، قال أصحاب العمل في الولايات المتحدة إنهم ألغوا 75.15 ألف وظيفة خلال شهر أغسطس، بارتفاع 217% عن عدد التخفيضات المعلن عنها خلال يوليو، والبالغة 23.7 ألف وظيفة.
اقرأ أيضًا: حزمة دعم أمريكية بـ 12 مليار دولار لهذه الصناعة.. فما تأثيرها؟
سجل الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي الربع سنوي تباطؤًا ونما بنسبة 2.1%، فيما كان من المتوقع أن يسجل نموًا بنسبة 2.4%، وسجل بالقراءة السابقة نموًا قدره 2%.
وأفاد تقرير التوظيف الصادر عن ADP بأن الاقتصاد أضاف 177 ألف وظيفة عن شهر أغسطس، فيما توقع الخبراء إضافة 195 ألف وظيفة. وتم تعديل قراءة يوليو السابقة إلى تسجيل 371 ألف بعد أن كانت 324 ألف.
فيما كشفت بيانات مؤشر ثقة المستهلك CB(أغسطس) عن تسجيل 106.1 نقطة مقابل توقعات بتسجيل مستويات 116 نقطة، بينما سجلت القراءة السابقة في يوليو 117 نقطة ولكنها عُدلت بالخفض إلى 114 نقطة.
أما مؤشر فرص العمل JOLTS، فقد أفاد بأن الاقتصاد الأمريكي وفر ما يقرب من 8.827 مليون فرصة عمل، فيما توقع الخبراء توفير 9.465 مليون فرصة عمل في شهر يوليو. بعد أن سجلت 9.165 مليون فرصة بالقراءة السابقة.
اقرأ أيضًا: هل تشعل الحرب والجفاف أسعار المواد الغذائية؟
سيناريوهات بيانات التوظيف الرئيسية
تشير توقعات الأسواق إلى أن الفائدة المرتفعة ستؤثر سلبيا على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة، فوفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 170 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري، بالإضافة ثبات معدل البطالة عند مستوى 3.5%.
وتتمثل سيناريوهات بيانات سوق التوظيف الأمريكي في، إيجابية البيانات وهو السيناريو الأول، وأن تأتي بأفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد وظائف كثيرة، وتنخفض البطالة بأقل من النسبة المتوقعة وأقل من القراءة السابقة، وتنمو الأجور بوتيرة قوية للغاية، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار نحو مستوى 104 نقطة أو أعلى من ذلك، لأن هذا السيناريو سيمنح الفيدرالي الأمريكي مرونة أكبر فيما يتعلق بمواصلة السياسة النقدية المتشددة، وعلى العكس، سيتضرر الذهب من ناحية أخرى.
بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات التوظيف الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من المتوقع وأن ترتفع البطالة أعلى من المتوقع، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار أدنى مستوى 103 نقطة أو أقل من ذلك، وذلك لأن هذا السيناريو سيحفز الفيدرالي على إنهاء دورة التشديد النقدي، وهذا سيكون له تأثير سلبي على الدولار وإيجابي على الذهب.