💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

السعودية تبني ثقافة ريادة الأعمال بأموال النفط الحكومية

تم النشر 11/12/2014, 21:50
محدث 11/12/2014, 22:00
السعودية تبني ثقافة ريادة الأعمال بأموال النفط الحكومية

من ريم شمس الدين

الظهران (السعودية) (رويترز) - من نواح كثيرة يعتبر عبد العزيز الجوف رائدا نموذجيا للأعمال على الإنترنت.. فالشاب السعودي البالغ من العمر 34 عاما يتحدث سريعا ويعمل حتى ساعة متأخرة ولديه خطط كبيرة بشأن شبكته للمدفوعات الإلكترونية.

لكنه يعد استثنائيا من ناحية واحدة: وهي أنه يحصل على التمويل من شركة النفط الحكومية أرامكو التي تعرف أكثر باستثمارها مليارات الدولارات في حقول النفط وخطوط الأنابيب.

وهذه المشاركة نتيجة مساع من السعودية لخلق الوظائف وتنويع الاقتصاد بعيدا عن صناعة النفط وهي جهود تزداد أهميتها مع نمو أعداد السكان وانخفاض أسعار النفط الخام.

وواجهت الحكومة صعوبة في الترويج لريادة الأعمال في مجتمع يفتقر إلى ثقافة خوض غمار المخاطر وحيث تندر خيارات التمويل للشركات الصغيرة. ونتيجة لذلك تضخ الحكومة أموال النفط في مشروعات صغيرة في مزج غير عادي بين تدخل الدولة وريادة الأعمال الخاصة.

وأسست أرامكو مركز أرامكو السعودية لريادة العمال (واعد) في عام 2011.

وقال المدير التنفيذي للمركز سامي الخرساني لرويترز "نتمتع بدعم أرامكو للاستثمار أكثر وأكثر. المال ليس مشكلة هنا.. نبحث عن صفقات جيدة وواعدة من حيث ريادة الأعمال."

وأضاف الخرساني "نريد تعزيز ازدهار الاقتصاد من خلال تنويع المنتجات والخدمات وتوطين التكنولوجيا وتطوير مشروعات صغيرة ومتوسطة وتوسيع قاعدة رواد الأعمال السعوديين."

واستثمرت أرامكو أكثر من مليوني دولار في مشروع الجوف منذ عودته من العيش في الولايات المتحدة في عام 2011 وأسس شركته باي تابس بطاقم عمل من فردين. ويبلغ عدد الموظفين بالشركة حاليا 45 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويتوقع أن يرتفع العدد إلى 70 بنهاية العام القادم مع توسعها في آسيا.

وأصبحت ريادة الأعمال تدريجيا موضوعا شائعا للغاية في السعودية. فالجامعات تنظم محاضرات بشأنها وتنظم غرف التجارة والهيئات الحكومية مؤتمرات بشأنها وتحتفي بها الصحف والبرامج التلفزيونية.

خلق ثقافة

لكن شبكات المستثمرين الممولين وشركات رأس المال المغامر لا تزال تتطور ببطء شديد.

كانت الحكومة السعودية قد أطلقت في عام 2006 جهودا كبيرة لتمويل الأعمال الخاصة من خلال إنشاء برنامج كفالة المتخصص في إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وتلقى البرنامج حتى الآن أربعة مليارات ريال (1.1 مليار دولار) من الحكومة وسبعة مليارات ريال من 11 بنكا سعوديا. لكن مساعيه لخلق صناعة جديدة لم تحقق سوى نتائج محدودة. وفي العام الماضي كان قطاع النفط الخام والغاز الطبيعي لا يزال يشكل 44.4 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي بانخفاض طفيف من 47.5 بالمئة في عام 2006.

ولذلك فإن برنامج مركز أرامكو يتبنى نهجا مباشرا بدرجة أكبر حيث يوفر رأس المال المغامر فضلا عن قروض للشركات الجديدة. وأوضح الخرساني أن المركز يستحوذ على حصص صغيرة في المشروعات الجديدة ويضخ ما يصل إلى خمسة ملايين دولار فيها.

ومول المركز خلال السنوات الثلاث الماضية 43 مشروعا في قطاعات منها الصناعات التحويلية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات.

وقال الخرساني "بنهاية العام سنكون قد أكملنا حوالي 52 اتفاقا بقيمة 210 ملايين ريال تتمتع بالتزام بدعمها ماليا ونعتقد أن تلك الشركات ستخلق حوالي 2300 وظيفة مباشرة بحلول عام 2019."

لكن بعيدا عن الأساسيات المتمثلة في رأس المال يجد الطامحون في تأسيس شركات عراقيل أخرى بانتظارهم.

فالإصلاحات الواسعة لسوق العمل الرامية لدفع مزيد من المواطنين السعوديين للعمل بالقطاع الخاص زادت على الشركات صعوبة توظيف أعداد كبيرة من الأجانب وهو ما يرفع التكاليف على الكثيرين.

ويمكن أيضا أن تجعل البيروقراطية الحكومية الشديدة الحصول على الأوراق اللازمة في مجالات أخرى أبطأ بشكل مثبط للهمة للغاية.

وتقول نادية الدوسري - وهي سعودية تبلغ من العمر 47 عاما وتخطط لبناء مدرسة في الخبر بقرض من مركز أرامكو لريادة الأعمال - إنها تنتظر منذ عدة شهور للحصول على رخصة للبناء من الإدارة المحلية.

وأضافت "أمتلك الأرض وكل شيء جاهز .. لكن البيرقراطية في المؤسسات الحكومية متعبة جدا."

وبرغم ذلك فإن حملة ريادة الأعمال التي تقودها أرامكو تخلق فرصا.

وتنضم نادية التي عملت 12 عاما كمشرفة في وزارة التعليم إلى مجموعة صغيرة من رائدات الأعمال في بلد لا تلعب فيه النساء دورا يذكر بشكل تقليدي في الأعمال ويحتجن إلى موافقة الولي للعمل.

وتأمل نادية أن يكتمل بناء مدرستها وتبدأ العمل بحلول العام الدراسي 2016-2017 حيث ستتيح منهجا دوليا وتقبل أطفالا يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وتقول إن عددا قليلا من المدارس السعودية حاليا قادر على التعامل مع مثل هؤلاء التلاميذ.

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.