من أوليفر هولمز
بيروت (رويترز) - قالت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين إن الحكومة السورية وافقت على ارسال الأدوية والامدادات الجراحية إلى ثلاث مناطق بالبلاد كان عمال الاغاثة غير قادرين على دخولها بانتظام من بينها مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة.
كانت جميع أطراف الصراع في الحرب الاهلية السورية التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات تمنع مرور الأدوية عبر خطوط القتال خشية استخدامها في علاج مقاتلين معادين الأمر الذي حرم المدنيين من المساعدات الطبية الضرورية.
وقالت اليزابيث هوف ممثلة المنظمة في سوريا لرويترز إن المناطق التي سمحت دمشق بدخول الامدادات إليها هي حلب ومنطقة المعضمية المحاصرة في دمشق والغوطة الشرقية خارج العاصمة.
واضافت "إنها مسألة نتفاوض بشأنها بعد القيود السابقة وعقدنا اجتماعات على مستوى عال. أبدت وزارتا الصحة والشؤون الخارجية رغبة. نتوقع مستقبلا ايجابيا."
وقالت هوف "كانت لدينا بعض القيود في الماضي في مجال ارسال الإمدادات الجراحية والمحاقن لكن الوضع أفضل بكثير الآن."
وتقول الأمم المتحدة إن 4.7 مليون سوري يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها بينهم 241 ألفا على الأقل لا تزال تحاصرهم القوات الحكومية أو قوات المعارضة.
وتابعت هوف "لدينا بالفعل وعود بارسال (المساعدات) إلى حلب والمناطق التي يصعب الوصول إليها حول حلب. سيحدث هذا الأمر الأسبوع الحالي. وسنقوم الأسبوع المقبل بتوصيل (المساعدات) للمعضمية المحاصرة منذ وقت بعيد."
كان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قد اقترح إبرام هدنة في مدينة حلب للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة التي ظلت مقسمة منذ أكثر من عامين بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية.
وأضافت هوف "وعدنا أيضا بتوصيل لقاحات من أجل برامج التطعيم المنتظم إلى الغوطة الشرقية المغلقة منذ وقت بعيد. وهذه هي آفاق الأسبوعين المقبلين ووافقت الحكومة عليها."
ويقول نشطاء سوريون في تلك المناطق إن الأمراض تنتشر بسبب تدهور وضع المرافق الصحية وحصار الحكومة.
وكان تراجع معدلات التطعيم من 90 في المئة قبل الحرب إلى 52 في المئة هذا العام وتلوث المياه قد جعلا الأمراض تتفشى. وأضافت هوف أن تدهور الاوضاع الأمنية الناجمة عن الحرب الأهلية لا يزال أكبر عقبة أمام ارسال المساعدات.
وقتل أكثر من 200 ألف سوري منذ أن اندلع الصراع في مارس آذار 2011 وقد بدأ باحتجاجات شعبية على الرئيس بشار الأسد آلت إلى حرب أهلية بعدما قمعتها قوات الأمن.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)