من محمد الغباري
صنعاء (رويترز) - شارك يمنيون في العاصمة صنعاء ومدينة تعز بوسط البلاد يوم الاربعاء في أكبر احتجاجات حتى الان ضد سيطرة ميليشيات شيعية على السلطة بعد أن أغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سفاراتها بسبب مخاوف أمنية.
واحتشد المئات في العاصمة ضد المقاتلين الحوثيين الذين قاموا بحراسة نقاط تفتيش وحراسة المباني الحكومية التي يسيطرون عليها.
وأطلق المسلحون الحوثيون أعيرة نارية في الهواء ورفعوا خناجرهم في وجه المتظاهرين الذين يعارضون حكمهم.
وفي تعز التي لا يسيطر عليها الحوثيون رفعت الحشود لافتات وأطلقوا هتافات ضد الحوثيين ودعوا إلى إسقاط حكمهم.
ووصفت حركة الحوثيين المدعومة من ايران استيلاءها على السلطة بأنه ثورة وتقول انها تريد تخليص البلاد من الفساد والمخاطر الاقتصادية وان كانت الدول العربية الخليجية السنية الغنية المجاورة لليمن تقول انه انقلاب.
وكان اليمن منذ فترة طويلة في طليعة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة لكن التحالف القديم بين واشنطن وصنعاء انتهى الان فيما يبدو.
وقال عمال محليون ان السفير الامريكي والدبلوماسيين غادروا السفارة يوم الاربعاء بعد يوم من اعلان واشنطن انها ستغلق بعثتها. وأضافوا ان عاملين بالسفارة دمروا بالفعل الاسلحة وأجهزة الكمبيوتر والوثائق.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن "الأعمال الأخيرة الأحادية الجانب خربت عملية الانتقال السياسي في اليمن وأنتجت مخاطر من أن تجدد العنف سيهدد اليمنيين والسلك الدبلوماسي في صنعاء."
وأعلنت فرنسا وبريطانيا اغلاق سفارتيهما يوم الاربعاء وقال موظفون بالسفارة الالمانية ان البعثة تتخلص من الوثائق الحساسة وستغلق في وقت قريب.
ورفع الحوثيون شعار "الموت لأمريكا" وهاجم زعيمهم عبد الملك الحوثي ما وصفه بأنه التدخل الغربي في شؤون اليمن.
وقال عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي للحركة الحوثية في صفحته على فيسبوك ان قرار اغلاق السفارات ليس له ما يبرره على الاطلاق ويأتي في اطار الضغط على الشعب اليمني.
وكتب العجري يقول ان حكومات الدول الشقيقة والصديقة ستدرك في المستقبل القريب انه في مصلحتها التعامل مع ارادة الشعب اليمني بالاحترام الواجب.
ونفى أيضا تقريرا من عاملين بالسفارة الامريكية بأن المتشددين استولوا على أكثر من 20 من سياراتهم قائلا ان سلطات المطار هي التي أخذتها.
وتقدمت قوات الحوثيين جنوبا ليل الثلاثاء وفقا لما ذكره مسؤولون محليون وواصلوا توسعهم في الشهور الاخيرة. وهو ما أدى إلى إثارة مخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة.
ويسلح القادة وزعماء العشائر السنة أنفسهم في المناطق الجنوبية والشرقية التي لا يسيطر عليها الحوثيون كما يعقد عدد منهم تحالفات مع تنظيم القاعدة في اليمن مما يهدد باندلاع حرب أهلية شاملة.
وقام تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب وهو من أقوى أجنحة القاعدة بقصف ومهاجمة أهداف للحوثيين مرات عديدة.
وتعهدت قبائل اخرى من جنوب اليمن الذي كان مستقلا في السابق يوم الاربعاء بصد أي هجوم للحوثيين.
ويدعم قوات الحوثيين وحدات من الجيش يعتقد على نطاق واسع انها تحتفظ بولائها للرئيس السابق علي عبد الله صالح.