💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

احتجاز تحويلات الضرائب يجعل الاقتصاد الفلسطيني على حافة الخطر

تم النشر 25/03/2015, 18:43
© Reuters. احتجاز تحويلات الضرائب يجعل الاقتصاد الفلسطيني على حافة الخطر

من على صوافطة

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قال جهاد الوزير محافظ سلطة النقد الفلسطينية (البنك المركزي) يوم الأربعاء إن قرار إسرائيل احتجاز عائدات ضرائب مستحقة للسلطة الفلسطينية بقيمة 130 مليون دولار شهريا يخنق الاقتصاد ويجعل النظام المصرفي في وضع محفوف بالمخاطر.

وأوقفت إسرائيل تحويل عائدات الضرائب والرسوم الجمركية في يناير كانون الثاني تعبيرا عن استيائها من سعي الفلسطينيين للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية من أول أبريل نيسان وهو الموعد الذي يمكن فيه إقامة دعاوى جرائم حرب في حق إسرائيل.

ومنذ ذلك الحين حجبت إسرائيل أكثر من 500 مليون دولار عن الاقتصاد الفلسطيني مما اضطر السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية إلى خفض رواتب معظم موظفيها بنسبة 40 بالمئة وألجأها إلى اعتماد ميزانية طارئة.

وقال الوزير لرويترز "نحن أبلغنا الحكومة أن المصارف وصلت الى الحدود الاحترازية المسموحة أو قاربت الى الوصول الى هذه الحدود."

وهذه ليست المرة الأولى التي تحبس فيها إسرائيل التحويلات إلى السلطة الفلسطينية. فقد اتخذت خطوات مماثلة في الأعوام 2006 و2007 و2008 لكن المخاطر هذه المرة قد تكون أكبر وتجعل الاقتصاد أكثر اعتمادا على المساعدات من المانحين الدوليين الذين لم يفوا بتعهداتهم في الأشهر الأخيرة.

ومع بلوغ العجز بالفعل حوالي 15 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي ونظرا لأن التحويلات الضريبية تساهم بنحو ثلثي الدخل فإن الميزانية تشهد عجزا متزايدا شهرا بعد شهر. وبلغ معدل البطالة 25 في المئة ومن المتوقع أن ينكمش الإنتاج هذا العام الأمر الذي سيزيد مخاطر زعزعة الاستقرار والعنف.

وقال صندوق النقد الدولي في تقرير في نهاية يناير كانون الثاني "قد يتعذر استمرار هذا الوضع مع ازدياد مخاطر الاضطرابات الاجتماعية والإضرابات التي قد تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي."

وأضاف الصندوق قوله "هذه المخاطر الشديدة يمكن تخفيفها إذا استأنفت إسرائيل بسرعة تحويل عائدات الجمارك وعجل المانحون بإرسال مساعداتهم."

وكان الجيش الإسرائيلي حذر الحكومة من أن احتجاز العائدات الفلسطينية يذكي العنف في الضفة الغربية.

وتلوح في الأفق فرصة أن تستأنف إسرائيل التحويلات إلى الفلسطينيين قريبا بعد تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لكن لم تبدر عنها أي إشارة الي أنها تنوي أن تفعل ذلك. وسيتلقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسميا طلبا لتشكيل حكومة ائتلافية يوم الأربعاء ومن المتوقع أن تتشكل حكومة جديدة في غضون أسابيع.

غير ان الفلسطينيين لم يصدر عنهم أي مؤشر على تراجعهم عن السعي للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ولذلك فإن نتنياهو قد يقرر مواصلة الضغط عليهم. وقد يتم أيضا قطع التمويل الذي يقدمه الكونجرس الأمريكي للفلسطينيين إذا وجهت اتهامات جرائم حرب إلى أسرائيل.

وقال دبلوماسي يتابع الموقف إنه إذا لم تتلق السلطة الفلسطينية أي تحويلات بحلول يونيو حزيران فإن ماليتها العامة سوف تنهار.

وخلق هذا الوضع ضغوطا مالية هائلة على الفلسطينيين العاديين.

وقال نضال صدقة (47 عاما) وهو أب لأربعة وموظف بوزارة الاقتصاد الفلسطينية في رام الله انه خلال الأشهر الثلاثة الماضية لم يتلق سوى 60 بالمئة من راتبه المعتاد. ونصف ما يتبقى كل شهر لا يكفي إلا لدفع القروض المصرفية وديون أخرى.

واضاف صدقة واصفا ظروفا شائعة بين قرابة 160 ألف شخص يعملون بالسلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية "نقبض حوالي 60 في المئة يروح منها 50 في المئة للبنوك في قروض يعني مثلا ايجار الدار لم أدفعه الثلاثة أشهر الماضية... هذا حال الموظفين كلهم."

وجعلت هذه الأوضاع البائسة مزيدا من الفلسطينيين يحاولون إيجاد عمل في إسرائيل. ويعبر بالفعل نحو 130 ألفا الحدود كل يوم 30 في المئة منهم بدون تراخيص وتعد إسرائيل خططا للتعامل مع ما يصل إلى 200 ألف عامل فلسطيني.

ومع أن هذا يتيح توفير دخل فإنه يقدم أيدي عاملة رخيصة لإسرائيل ويقلص الإنتاجية في الاقتصاد الفلسطيني. والعمل لا يمكن التنبؤ به وهو ما يعني أن أي قروض شخصية يتم الحصول عليها بضمان راتب متوقع قد تتعثر بسرعة.

ويذهب نصر عبد الكريم الخبير الاقتصادي في الضفة الغربية إلى تقدير أن السلطة الفلسطينية اقترضت ما بين 600 مليون إلي 700 مليون دولار من بنوك فلسطينية. وتدين السلطة الفلسطينية بنحو 1.5 مليار دولار للمؤسسات نفسها وهو الحد الأقصى الذي تسمح به سلطة النقد الفلسطينية.

وقال عبد الكريم "الوضع صعب لا يخفي على أحد واعتقد ان الأزمة أصبحت بنيوية وأكثر عمقا مع أنه كان هناك أزمة سابقة طبيعية تمثلت في عجز سنوي مقداره مليار ونصف دولار في الموازنة أضف عليها حاليا عجزا في السيولة 140 مليون بسبب حجز اسرائيل لأموال الضرائب.

وأضاق قوله "أنت تحكي عن ازمة بحجم 300 مليون دولار تقريبا وبالتالي واضح تماما أن السلطة غير قادرة على دفع الرواتب بانتظام وهي الآن تدفع 60 في المئة وربما اذا استمر الوضع على ما هو عليه ربما لن تستطيع دفع الستين في المئة من الرواتب وأنا اظن ان هذا مرجح... الإجراءات العقابية الاقتصادية الإسرائيلية ربما تشتد في الأيام القادمة حسب التطورات السياسية."

ومع أن بعض المؤسسات الفلسطينية الكبيرة ما زالت تحقق أداء جيدا ومنها شركة الاتصالات بالتل والمجموعة الاستثمارية باديكو القابضة فإن الاقتصاد على المستويات الدنيا يتعرض لضغوط شديدة.

© Reuters. احتجاز تحويلات الضرائب يجعل الاقتصاد الفلسطيني على حافة الخطر

وقال الوزير الذي تلقى تعليمه في بريطانيا ويرأس سلطة النقد منذ عام 2008 "وضع الاقتصاد بشكل عام يتراجع ونحن في انحسار اقتصادي وحجز الأموال أثر على الحركة الاقتصادية بشكل كبير."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.