من سيلفيا وستول
بيروت (رويترز) - زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاثنين مراكز للاجئين السوريين في لبنان بعد أسبوع من تعهده باستقبال 20 الف شخص موجودين حاليا في مخيمات عقب فرارهم من الحرب الاهلية في سوريا المجاورة.
وقتلت الحرب السورية ربع مليون شخص منذ عام 2011 وشردت نحو نصف عدد السوريين وهو ما أدى إلى لجوء أربعة ملايين الى مخيمات في دول الجوار مثل تركيا والاردن ولبنان اضافة إلى كثيرين اتجهوا صوب أوروبا.
ويستضيف لبنان حاليا أكثر من مليون سوري وربع السكان الذين يعيشون فيه هم لاجئون ودعا الدول الاخرى إلى تحمل نصيب من العبء.
ويتعرض كاميرون ايضا لضغوط من شركائه في الاتحاد الاوروبي لاستقبال مزيد من اللاجئين للمساعدة على حل أزمة للمهاجرين أوسع نطاقا شهدت تدفق مئات الالاف من اللاجئين من اليونان عبر البلقان والمجر على غرب اوروبا.
وصرح كاميرون بأن بريطانيا ستعيد توطين لاجئين موجودين في المخيمات بالفعل بشكل مباشر حتى يثني اللاجئين عن القيام برحلات محفوفة بالمخاطر للوصول الى أوروبا.
وزار كاميرون اللاجئين في أحد المخيمات غير الرسمية في سهل البقاع حيث لا يتسنى لكثيرين الحصول على الكهرباء والمياه النظيفة بسهولة.
وامتدح كاميرون بعد أن اجتمع بنظيره اللبناني تمام سلام في بيروت "الكرم الزائد ومرونة الشعب اللبناني" في التعامل مع الازمة.
وقال "كنت في سهل البقاع ورأيت بنفسي كرم الضيافة والتقيت ببعض اللاجئين السوريين الذين سيعاد توطينهم في المملكة المتحدة."
وأضاف "أدرك ان الازمة الانسانية في سوريا تضع ضغوطا هائلة على بلادكم."
وقال سلام إن بلاده تستضيف 1.5 مليون لاجيء. وتقدر مفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين العدد بنحو 1.1 مليون لاجيء.
ودفعت الازمة بعض الزعماء الغربيين للاعلان عن استقبالهم اعدادا أكبر من اللاجئين وتصدرت ذلك المانيا التي تتوقع وصول 800 الف لاجيء هذا العام. بينما أعلنت بريطانيا انها ستستقبل 20 الف لاجئ سوري خلال السنوات الخمس القادمة.
وقتلت الحرب السورية 250 الف شخص وأجبرت نصف السوريين على الفرار من ديارهم مما سبب أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
هذا بالاضافة إلى نزوح نحو 7.6 مليون شخص في الداخل.
وقال سلام إن لبنان يجاهد لاستيعاب تدفق اللاجئين من جارته سوريا خاصة وان بعض المساعدات الدولية توقفت.
وقال رئيس الوزراء اللبناني إن ازمة اللاجئين التي وصلت الى اوروبا هي اليوم ظاهرة لن تتوقف الا بايجاد حل سياسي لانهاء الحرب في سوريا.
وقال كاميرون انه بحث مع سلام أيضا "خطر التطرف الاسلامي" وقال إن بريطانيا ستستمر في دعمها لاجهزة الامن اللبنانية.
وقال كاميرون "بالقطع الخطر هنا أكثر حدة لان الاراضي التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية لا تبعد سوى 60 ميلا من حدودكم" مشيرا إلى الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا متشددو الدولة الاسلامية.
وفي لندن قالت متحدثة باسم كاميرون يوم الاثنين انه يريد التوصل إلى توافق في الاراء لضرب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا رغم انتخاب زعيم لحزب العمال المعارض لا يوافق على الحرب.
وقالت "رئيس الوزراء يعتقد أن هناك مبررات قوية تدعم التحرك ضد الدولة الإسلامية في سوريا بالطريقة التي تتحرك بها المملكة المتحدة ضد الدولة الاسلامية في العراق المجاور."
ووعدت بريطانيا بتقديم 100 مليون جنيه استرليني (154.5 مليون دولار) لمساعدة اللاجئين السوريين في عدد من الدول منها 29 مليونا ستذهب إلى لبنان.