من أماندا كوبر
لندن (رويترز) - قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الثلاثاء إن المعروض العالمي من النفط قد يصبح متماشيا مع الطلب بشكل أسرع إذا اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مع روسيا على تقليص كبير وكاف في الإنتاج لكن لم يتضح بعد مدى السرعة التي قد يحدث بها ذلك.
واتفقت أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية الشهر الماضي على تخفيض الإنتاج إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا ولمحت روسيا إلى استعدادها للمشاركة في أي جهد لكبح الإمدادات وتقليص الفائض في المعروض بالأسواق العالمية.
وساهمت تخمة المعروض في هبوط أسعار النفط من 115 دولارا للبرميل في يونيو حزيران 2014 إلى 27 دولارا في يناير كانون الثاني الماضي لكن الأسعار تعافت بعد ذلك إلى نحو 50 دولارا بدعم من توقعات خفض الإنتاج.
وقالت الوكالة في تقرير أغسطس آب إنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بواقع 1.2 مليون برميل يوميا العام المقبل لتبقي على توقعاتها دون تغيير عن الشهر السابق لكنها خفضت تقديراتها للنمو في 2016 بواقع 40 ألف برميل يوميا إلى 1.2 مليون برميل يوميا من نحو 1.3 مليون برميل يوميا الشهر الماضي.
وقالت الوكالة "حتى في ظل وجود بوادر أولية على أن تخمة المخزونات بدأت في التقلص تشير توقعاتنا للعرض والطلب إلى أن السوق قد تظل متخمة بالمعروض خلال النصف الأول من العام القادم إذ تركها الجميع لآلياتها. (أما) إذا التزمت أوبك بهدفها الجديد فقد تستعيد السوق توازنها بشكل أسرع.
"في هذه المرحلة من الصعب تقييم مدى تأثير تخفيض أوبك لإمداداتها على توازنات السوق حال تطبيقه."
وأضافت "إذا شهد إنتاج ليبيا ونيجيريا تعافيا كبيرا وواصل الإنتاج الإيراني نموه فسيعني ذلك أنه سيتعين على آخرين مثل السعودية إجراء تخفيضات أكبر لتلبية... هدف الإنتاج."
ويجتمع أعضاء أوبك في فيينا الشهر القادم.
وتعكف إيران على العمل لاستعادة حصتها السوقية بعد خضوعها لعقوبات غربية استمرت سنوات وتسببت الاضطرابات في تقلص إنتاج ليبيا بينما كبحت سلسلة من الهجمات على البنية التحتية الإمدادات النيجيرية.
ومن المتوقع إعفاء الدول الثلاث من أي تخفيضات منسقة للإنتاج بما يرجح وقوع العبء على عاتق الدول الأعضاء الأعلى إنتاجا مثل السعودية والعراق.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بواقع 900 ألف برميل يوميا في 2016 إلى 56.6 مليون برميل يوميا وتتوقع زيادة قدرها 400 ألف برميل يوميا في 2017.
وانخفضت المخزونات العالمية للمرة الأولى منذ مارس آذار بواقع عشرة ملايين برميل إلى 3.092 مليار برميل وهو مستوى أقل بهامش بسيط من المستوى القياسي الذي سجله في يوليو تموز والبالغ 3.111 مليار برميل.
وقالت وكالة الطاقة "انخفاض المخزونات يرجع بشكل كبير إلى (مخزون) الخام الذي نزل في جميع مناطق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية... وقد أعاد هذا مخزونات الخام إلى مستوياتها في أوائل فبراير. وبلغت مخزونات المنتجات المكررة في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مستوى تاريخيا مرتفعا آخر مع زيادة معدلات تشغيل المصافي في أغسطس."
وذكرت الوكالة أن نمو الطلب العالمي واصل تباطؤه ليصل إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات عند 800 ألف برميل يوميا في الربع الثالث من هذا العام بعدما بلغ أعلى مستوى له في خمس سنوات عند 2.5 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام الماضي وعزت ذلك إلى "تلاشي النمو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتباطؤ ملحوظ في الصين."
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)