لندن (رويترز) - عبرت قوى غربية وشرق أوسطية عن دعمها يوم الاثنين لحكومة الوحدة الليبية التي توسطت الأمم المتحدة في تشكيلها ومسعى رئيسها فائز السراج لاستعادة النظام في أنحاء البلاد التي تعمها الفوضى وإحياء اقتصادها المعتمد على النفط.
وفي لندن التقى مسؤولون من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا والإمارات العربية المتحدة والسعودية مع السراج لإجراء محادثات للتصدي لأزمة تمنع حكومة الوفاق الوطني من بسط سيطرتها خارج العاصمة.
وعقب اللقاء قالت متحدثة باسم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الوزراء الذين شملوا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون والإيطالي باولو جنتيلوني أعادوا التأكيد على "الدعم الدولي القوي" لحكومة الوفاق الوطني.
وأضافت المتحدثة إليزابيث ترودو "الوزراء أكدوا على دعمهم لزيادة قدرة حكومة الوفاق الوطني ...للاستجابة لحاجات الشعب الليبي.
"كما طالب الوزراء جميع المؤسسات الاقتصادية الليبية بالعمل معا دعما لهذا المسعى."
ولم يوضح بيانها ما إذا كان أي إجراء ملموس قد ينجم عن التعهد بالدعم.
وشمل الاجتماع جلسة ركزت على الاقتصاد الليبي خاصة ما يتعلق بتطبيق القرارات الاقتصادية وإعادة الاستقرار للاقتصاد من دون وزير للمالية. ولدى ليبيا محافظان متنافسان للبنك المركزي ولم تتمكن حكومة الوفاق من تعيين وزير للمالية.
وتشهد ليبيا اقتتالا داخليا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة عام 2011.
وتشعر القوى الغربية بالقلق من المقاومة التي يواجهها السراج وحكومة الوفاق الوطني من القائد العسكري خليفة حفتر في شرق البلاد الذي عرقل تصويتا برلمانيا للتصديق على الحكومة.
ورفض البرلمان الليبي في الشرق مرتين تشكيلا حكوميا طرحته قيادة حكومة الوفاق الوطني كان يهدف لتمثيل الأطراف المختلفة على الساحة السياسية الليبية.
وتعثرت عملية اتخاذ القرارات الاقتصادية في الدولة المنتجة للنفط والعضو في أوبك نتيجة عدم تعيين وزير للمالية. ويهدف اجتماع يوم الاثنين لمحاولة بحث سبل مواجهة انزلاق ليبيا نحو الانهيار الاقتصادي.
وهناك أثران جانبيان أساسيان للاضطرابات المستمرة منذ فترة طويلة في ليبيا يسببان القلق في الخارج وهما التدفق الخارج عن السيطرة للمهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا في قوارب تنطلق من سواحل ليبيا ووجود متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على مناطق في البلاد.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)