💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-السياسة قد تفضي إلى تحول في السياسات الاقتصادية الأوروبية

تم النشر 21/11/2016, 13:28
© Reuters. السياسة قد تفضي إلى تحول في السياسات الاقتصادية الأوروبية

من نواه باركين

برلين (رويترز) - بخطوات بطيئة لكنها مفعمة بالثقة بدأ مد السياسة الاقتصادية يتحول في أوروبا وقد لا يمضي وقت طويل قبل أن يجتاح ذلك المد ألمانيا.

فقد أضافت المفوضية الأوروبية صوتها الأسبوع الماضي لقائمة طويلة من المؤسسات التي تطالب ألمانيا بزيادة الإنفاق لتبدو برلين في وضع أكثر انعزالا من أي وقت مضى منذ تفجر الأزمة المالية العالمية قبل ما يقرب من عشر سنوات.

وكما هو متوقع سارع وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله والمؤسسة الإعلامية المحافظة في ألمانيا إلى مهاجمة دعوة المفوضية "لوضع مالي أكثر إيجابية بكثير" في منطقة اليورو.

ويوم الجمعة اتهم شيوبله المفوضية بتجاوز اختصاصاتها وحثها على تركيز طاقاتها على تطبيق القواعد المالية للاتحاد الأوروبي.

لكن بحلول مثل هذا الوقت من العام المقبل ربما يصبح هذا الفصل هو الخطوة الأولى صوب تغير أوسع نطاقا في النهج الاقتصادي الأوروبي بعيدا عن الوضع الذي نجحت برلين في الضغط من أجله لسنوات عديدة وتمثل في منح الأولوية للتقشف.

وربما يغذي ذلك عدة عوامل منها الضغوط التي يفرضها فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية وكذلك تشكيل حكومة جديدة في كل من فرنسا وألمانيا عام 2017.

وقال ماركو بروتوبابا من جيه.بي. مورجان "نتوقع أن تفقد المكانة الألمانية النفوذ تدريجيا."

ولفوز ترامب أهمية خاصة. فهو من ناحية سيزيد الضغوط على ألمانيا لزيادة إنفاق المال العام على الدفاع والأمن.

وهو يبعث من ناحية أخرى برسالة قوية للمؤسسة السياسية الألمانية عن أخطار تجاهل الطبقة الدنيا التي يتزايد شعورها بالإحباط بفعل قوى العولمة والتي أبدت استعدادها للتنفيس عن غضبها من خلال الانتخابات.

وسيكون للانتخابات الفرنسية المقبلة أهمية كبيرة. فالمرشحان اللذان يتنافسان على الفوز بترشيح يمين الوسط وهما فرانسوا فيون وآلان جوبيه يعدان بإصلاح اقتصادي جذري إذا ما انتخبا في مايو أيار من العام المقبل.

وهذا قد يفتح الباب أمام "صفقة كبرى" أي تسوية لمبادلة إصلاحات بتدابير تحفيزية بين فرنسا وألمانيا تردد الحديث عنها منذ سنوات غير أن تنفيذها كان مستحيلا في ظل ضعف الرئيس فرانسوا أولوند وعدم شعبيته وتدني الأداء الاقتصادي في فرنسا.

وربما يكون العامل الحقيقي للتغيير هو الانتخابات الألمانية في خريف العام المقبل ومصير شيوبله الذي تجسد فيه نهج ألمانيا القائم على الالتزام بالقواعد في السياسة المالية.

وأرجح النتائج المحتملة لهذه الانتخابات فيما يبدو ستكون "ائتلافا كبيرا" آخر بين المحافظين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل والديمقراطيين الاشتراكيين الذين يمثلون يسار الوسط.

وقد قال شيوبله (74 عاما) إنه ينوي المنافسة على مقعد في البوندستاج مرة أخرى فيما يمثل إشارة للكثيرين بأنه يود الاستمرار في لعب دور مهم في الحكومة المقبلة.

غير أن الديمقراطيين الاشتراكيين قد يطالبون بوزارة المالية هذه المرة مثلما فعلوا في فترة ميركل الأولى عام 2005. وهذا سيدفع شيوبلة لوزارة أخرى مما يحد من دوره كحارس على الانضباط المالي.

وقال مسؤول كبير خدم في الائتلافين الكبيرين إن دروس السنوات الماضية ستدفع شريك ميركل في الائتلاف المقبل لأخذ وزارة المالية بدلا من وزارة الخارجية التي جرى العرف على أنها الاختيار الأول.

وقال المسؤول "بغض النظر عمن سيكون ذلك الشريك أدرك الجميع أن وزارة المالية لها قيمة أكبر بكثير من وزارة الخارجية."

واستبعد كريستيان أودندال كبير الاقتصاديين لدى مركز الإصلاح الأوروبي أن يكون للدعوة التي أطلقتها المفوضية الأوروبية لزيادة الانفاق تأثير على موقف ألمانيا.

وقال "من الضروري أن يأتي التغيير من الداخل."

لكنه يعتقد أن نقاشا أكثر حيوية بدأ يتطور داخل ألمانيا حول الحكمة من وراء سياسات شيوبله القائمة على مبدأ الميزانية المتوازنة.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة الإذاعة العامة ايه.آر.دي في سبتمبر أيلول أن 58 في المئة من الألمان يؤيدون إنفاق إيرادات ضريبية اضافية على استثمارات البنية التحتية بالمقارنة مع 22 في المئة يفضلون خفض الدين و16 في المئة يريدون خفض الضرائب.

وقال أدوندال "إذا كان لديك وزير مختلف للمالية أو تزايدت الدواعي السياسية لزيادة الإنفاق ... فقد تشهد تحولا."

وأضاف أن ميركل أكثر براجماتية من أن تجعل توازن الميزانية أولوية عندما يكون لديها مشاكل أخرى تحتاج لحلها.

وقال مارسيل فراتشر الذي يدير معهد دي.آي.دبليو الاقتصادي في برلين وكان من كبار المسؤولين السابقين في البنك المركزي الأوروبي إن الضغوط تتزايد على برلين لتغيير موقفها.

ومبعث قلقه أن الأحزاب الحاكمة قد ينتهي بها الحال إلى تضييع المساحة المتاحة للتحرك فيما يتعلق بالإنفاق بتقديم وعود سخية لأصحاب المعاشات في الحملة الانتخابية المقبلة.

© Reuters. السياسة قد تفضي إلى تحول في السياسات الاقتصادية الأوروبية

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.