شنغهاي/هونج كونج (رويترز) - قالت مصادر يوم الثلاثاء إن الصين تكثف تدابير لوقف التدفقات الرأسمالية إلى خارج البلاد بعد انخفاض عملتها اليوان إلى أدني مستوياتها في أكثر من ثماني سنوات مستهدفة الاستثمارات المتجهة إلى الخارج التي قفزت إلى مستوى قياسي.
وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن إدارة الدولة للنقد الأجنبي بدأت فحص التحويلات إلى الخارج التي تبلغ قيمتها خمسة ملايين دولار أو أكثر وإنها تزيد عمليات التدقيق في صفقات رئيسية متجهة إلى الخارج حتى تلك التي نالت موافقة مسبقة.
وضغطت تدفقات رأس المال عبر كل من القنوات الشرعية وغير الشرعية على اليوان. وانخفضت قيمة العملة الصينية ما يقرب من ستة بالمئة مقابل الدولار المرتفع منذ بداية العام ويراهن العديد من المتعاملين على مزيد من التراجع لليوان مما يثير شبح هروب المزيد من رؤوس الأموال.
ويقول محللون إن القواعد الجديدة سيجرى تطبيقها على التحويلات إلى الخارج التي تتم تحت مظلة حساب رأس المال لمعاملات مثل المحافظ أو الاستثمار الأجنبي المباشر وإنها يمكن أن تلحق ضررا ببعض الزخم لفورة في مشتريات الصين للأصول الخارجية.
وبلغ إجمالي الصفقات الاستثمارية الصينية المتجهة إلى الخارج 530.9 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولي من 2016 لتتجاوز الرقم القياسي المسجل في 2015 وتساعد الصين في التفوق على الولايات المتحدة كأكبر مستحوذ على الشركات الأجنبية وفقا لما تظهره بيانات تومسون رويترز.
وقال لوك تشانغ الشريك في لوك تشانغ للمحاماة "القواعد الجديدة سيكون لها تأثير كبير جدا على الصفقات المتجهة إلى الخارج" متوقعا انخفاضا كبيرا في عدد الصفقات.
وامتنعت إدارة الدولة للنقد الأجنبي عن الرد على طلبات لرويترز للتعقيب.
وقال أحد المصادر المطلعة بشكل مباشر على القواعد "في السابق كانت تحويلات النقد الاجنبي التي تبلغ 50 مليون دولار أو أكثر فقط بحاجة لتسجيلها لدي إدارة الدولة للنقد الأجنبي. حاليا جرى خفض هذا الحد إلى خمسة ملايين دولار ويشمل كلا من النقد الأجنبي واليوان."
وقال أحد المصادر إنه حتى إذا حصل استثمار متجه إلى الخارج على الموافقة بالفعل على شراء عملات أجنبية لكن لم يتم تحويل المال بشكل كامل فإن الحصة المتبقية ستخضع الآن لمزيد من الموافقات إذا تجاوزت 50 مليون دولار وهو ما يعتبر "مبلغا كبيرا."
وأكد مصدران آخران القواعد الجديدة.
وقالت المصادر إن إدارة الدولة للنقد الأجنبي أبلغت البنوك بالقواعد الجديدة يوم الاثنين وفي نفس اليوم قالت الحكومة إنها ستلتزم بإستراتيجية "الخروج" المشجعة للاستثمارات المتجهة إلى الخارج.
وسعيا لمنع اليوان من الانخفاض بسرعة كبيرة مقابل الدولار تستغل الصين احتياطياتها من النقد الأجنبي للدفاع عن قيمة العملة وإدارة التوقعات في السوق وتقيد تدفقات الأموال إلى أوراق مالية خارجية.
وانخفضت احتياطيات الصين من النقد الأجنبي إلى 3.17 تريليون دولار بنهاية سبتمبر أيلول من 3.99 تريليون دولار وهو مستوى الذروة المسجل في يونيو حزيران 2014 مما يشير إلى أن السلطات الصينية باعت الدولار لدعم قيمة اليوان. رغم ذلك يظل احتياطي الصين من النقد الأجنبي الأكبر في العالم.
وزادت حدة عمليات بيع اليوان وغيره من عملات الأسواق الناشئة منذ فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. ودعمت توقعات لزيادة الانفاق العام وأسعار الفائدة تحت رئاسة ترامب عوائد سندات الخزانة الأمريكية وجاذبية الدولار.
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)