من كيفين ياو وإيليس جلين
بكين (رويترز) - تعهدت الصين يوم الثلاثاء باحتواء مستويات ديون الشركات المرتفعة والاستمرار في تقليص طاقة إنتاج الفحم والصلب الزائدة عن الحاجة في الوقت الذي تسعى فيه بكين لتحقيق نمو اقتصادي قوي وأكثر توازنا.
وقال رئيس الهيئة المعنية بالتخطيط في البلاد خلال مؤتمر صحفي إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم حقق نموا بلغ نحو 6.7 بالمئة العام الماضي وهو مستوى في منتصف نطاق المستهدف من قبل الحكومة لكن الصين تواجه ضبابية متزايدة في 2017.
وقال شو شاو شي رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح "على الرغم من أن الاقتصاد الوطني مستقر ويتحسن فإنه ما زال يواجه تناقضات ومشكلات."
أضاف "لدينا الثقة والظروف والقدرة على التأكد من أن الاقتصاد يعمل في نطاق معقول."
وقال شيوي إن الصين لن تسمح بارتفاع ديون الشركات غير المالية فوق المستويات الحالية وستزيد جهودها لتشجيع الشركات على إعادة هيكلة ديونها. وارتفعت ديون الشركات إلى 169 بالمئة الناتج المحلي الإجمالي.
ومن المرجح أن يقبل زعماء الصين هذا العام بنمو بنحو 6.5 بالمئة حسبما يقول مطلعون على السياسة الصينية.
وبعد بداية صعبة في 2016 حقق الاقتصاد الصيني أداء أفضل مما توقعه الكثير من خبراء الاقتصاد في ظل ارتفاع الإنفاق الحكومي على البنية التحتية وانتعاش قطاع الإسكان ونمو الإقراض المصرفي إلى مستويات قياسية مما أذكى الازدهار في أنشطة البناء.
وشهدت أسعار المنتجين على وجه التحديد تحولا مذهلا بعد خروجها في سبتمبر أيلول من انكماش دام لنحو خمس سنوات. وساعد هذا على وضع قطاع الصناعات الأولية الذي عانى طويلا على أرضية أكثر ثباتا بما عزز الأرباح ووفر للمصانع المزيد من التدفقات النقدية لتقليص الديون المتراكمة.
وأظهرت بيانات يوم الثلاثاء أن أسعار المنتجين واصلت الارتفاع مع اقتراب نهاية 2016 ليرتفع تضخم أسعار المنتجين 5.5 بالمئة في ديسمبر كانون الأول على أساس سنوي وهي أسرع وتيرة في أكثر من خمس سنوات مع ارتفاع أسعار الفحم ومواد البناء.
لكن بعض المحللين يخشون من أن المكاسب القوية لأسعار المنتجين ربما يغذيها أيضا تزايد المضاربة في الأسواق الآجلة للسلع الأولية ما يفاقم خطر حدوث فقاعات اقتصادية في الصين في حين يحاول المسؤولون كبح النمو الهائل للدين.
وقال تشو هاو كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في كوميرتسبنك في سنغافورة "لا أعتقد ان الصين تعاني من مشكلة تضخم بل مشكلة فقاعة أصول."
وبينما قال شو يوم الثلاثاء إن الصين ستضع المزيد من الضغوط على شركات الفحم والصلب لتقليص الطاقة الإنتاجية الزائدة عن الحاجة هذا العام تتوقع مجموعة ايه.إن.زد المصرفية أن ارتفاع الأسعار وتضخم الأرباح قد يقوضان تلك الجهود.
(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)