Investing.com - رغم موجة الصعود في الأسواق العالمية إلا أن النمو الاقتصادي العالمي يعاني من هشاشة من حيث التعافي وهذا جراء محاولات البنوك المركزية بزيادة إحتياطياتها من النقد الأجنبي، كما وأن الإحتياطيات تشهد إستقراراً في الأسواق الناشئة بعد عامين من التراجع، وكانت قد سجلت جمهورية التشيك المستويات الأعلى من حيث الإحتياطيات الأجنبية وكذلك فيتنام بحسب ما ذكر تقرير صحيفة وول ستريت جورنال.
وأضاف التقرير أن إحتياطيات النقد الأجنبي الصيني إرتفع بنحو 6.9 مليار دولار خلال الشهر الماضي على الصعيد الشهري لتتجاوز 3 تريليون دولار، كما وعملت عدة بنوك أوروبية مركزية على تعزيز هذه الإحتياطيات لأسباب عديدة.
مشتريات البنوك المركزية
ترتفع احتياطيات النقد الأجنبي عندما تقبل البنوك المركزية على شراء عملات أجنبية للحفاظ على ارتفاعها أمام عملاتها المحلية لعدم الإضرار بالصادرات والنمو الاقتصادي.
في أوروبا، ترتبط الارتفاعات الكبيرة في الاحتياطيات بفترات الضغوط المالية حيث أسهمت التوترات السياسية في فرنسا وألمانيا وأمريكا وبريطانيا في عدم يقين لدى المستثمرين مما يدفعهم نحو شراء عملات الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري، وهو يؤدي بدوره لشراء المركزي السويسري عملات أجنبية لعدم ارتفاع عملته كثيرا.
تواصل بنوك مركزية في الأسواق الناشئة زيادة احتياطيها النقدي لتكون بمثابة داعم في مواجهة الصدمات المالية، وأحيانا تزيد الاحتياطيات لتكون بمثابة تأمين للسندات السيادية في مواجهة التعثر في سداد الديون والأزمات الأخرى.
ربما يعتبر مستثمرون زيادة الاحتياطيات في البنوك المركزية بمثابة صمام أمان لاقتصاد ما للتعامل مع أزمة ما في المستقبل، ولكن هناك قلق من أن يسفر تكديس النقد الأجنبي في البنوك المركزية عن أزمة مالية في تدفقات رؤوس الأموال نتيجة اضطرابات اقتصادية أو سياسية.
تشير وتيرة زيادة احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية إلى أن مسؤولي القطاع المصرفي يكدسون الدولارات لأن لديهم مخاوف من الاقتصاد العالمي رغم ارتفاعات قياسية في أسواق الأسهم الأمريكية مؤخراً.
هناك تفاؤل حيال النمو الاقتصادي في أمريكا وأوروبا الأمر الذي ربما يدفع الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدل الفائدة، وهو ما يعني تدفق رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة إلى أمريكا.
الأسواق الناشئة
تعكس زيادة الاحتياطيات في الأسواق الناشئة ارتفاعا في أسعار السلع التي قفزت 28% في 2016 كما ارتفعت تدفقات رؤوس الأموال في تلك الاقتصادات – باستثناء الصين – بحوالي 60% إلى 192 مليار دولار العام الماضي ودعم ذلك احتياطي النقد الأجنبي في بنوكها المركزية.
ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي العالمية في الربع الثالث من 2016 إلى 11.01 تريليون دولار من 10.97 تريليون دولار في الربع الثاني وأدنى 12 تريليون دولار سجلت منتصف 2014.
بلغت احتياطيات الأسواق الناشئة 8 تريليونات دولار في 2014 ثم هبطت بحدة إلى حوالي تريليون دولار لاحقا، ولكنها عاودت الارتفاع لتستقر عند 3.9 تريليون دولار عام 2016، ومع ذلك، استقرت الاحتياطيات في عدة دول شرق أوسطية سعت للحفاظ على حيازتها من الاحتياطيات لمواجهة هبوط أسعار النفط.
تعد الصين استثناء من الأسواق الناشئة حيث دعمت اليوان في مواجهة الدولار وسعت لتعزيز الثقة في الاقتصاد، ونتيجة لذلك، هبطت احتياطياتها 320 مليار دولار العام الماضي.
في اقتصادات نامية أخرى، تشهد احتياطيات النقد الأجنبي ارتفاعا مثلما يحدث في مصر ونيجيريا وتايلاند، كما أضافت روسيا 13 مليار دولار إلى احتياطيات بلغت 390.6 مليار دولار في يناير/كانون الثاني مسجلة أكبر زيادة شهرية في أربع سنوات.
تدخلت بنوك مركزية عالمية بشراء عملات أجنبية وزيادة احتياطيها لوقف ارتفاع عملاتها المحلية وعدم الإضرار بصادراتها، وعلى رأس تلك الدول سويسرا التي يتدخل بنكها المركزي لكبح ارتفاع الفرنك أمام اليورو والدولار حيث يعتبر المستثمرون العملة السويسرية من أكثر العملات أمانا في العالم بفضل استقرار اقتصادها وانخفاض ديونها.