أتيم مابيور.
جوبا، 31 مارس/آذار (إفي): يشهد جنوب السودان ارتفاعا حادا في معدل التضخم لدرجة أن مرتبات موظفي الحكومة باتت تعادل ثمن ثلاثة كيلوجرامات فقط من اللحم، في بلد تعاني فيه العديد من المناطق من حالة مجاعة.
وفي سوق كونيو كونيو، الأكبر في العاصمة جوبا، يرفع التجار الأسعار بشكل يومي ويندد المواطنون بأنهم لم يعد بإمكانهم شراء احتياجاتهم الاساسية من المواد الغذائية.
وقال كارلوس جون، أحد الموظفين الحكوميين بجنوب السودان "أتقاضى راتبا ألف جنيه (نحو عشرة دولارات) شهريا. وأحيانا يتأخر الراتب لمدة تصل لشهرين أو ثلاثة. كيف لي أن ألبي احتياجات أسرتي من الطعام والشراب والمسكن؟".
ويصل سعر شوال الطحين (50 كيلو جراما) في سوق كونيو كونيو إلى أربعة آلاف و700 جنيه جنوب سوداني (47 دولار) بزيادة 600 جنيه مقارنة بالأسبوع الماضي، بينما وصل سعر لحم العجل لـ360 جنيه (3.60 دولار) في حين بلغ سعر اللحم الضأن 500 جنيه (خمس دولارات).
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، بلغ معدل التضخم ذروته على أساس سنوي حين وصل لـ832% وعلى الرغم من أنه استقر قليلا منذ ذلك الوقت، شهد الشهر الأخير زيادة في الأسعار بنسبة 32%، بحسب بيانات مركز الإحصاءات المحلي.
وفي بيان، أوضح ديفيد تشان ثيانج، مدير هذا المركز أن "سعر السلع يتغير كل ساعة. نحن نشهد معدل تضخم هائل. أسعار المواد الخام تتغير بين الصباح والمساء".
وأبرز ثيانج أن عدم استقرار الأسعار ساهم في وجود حالة من نقص الإمدادات للأسواق.
ومن العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع التضخم إلى هذه المستويات في جنوب السودان، يبرز خفض العملة لأن الإنتاج الزراعي تراجع بسبب الحرب وأصبحت البلاد تعتمد على استيراد غالبية المواد الغذائية من أوغندا، باستثناء المعلبات التي تستوردها من السودان.
ووصل سعر الدولار من 12 جنيه في أكتوبر/تشرين أول 2015 قبل خفض العملة، إلى نحو 100، بينما يبلغ سعره في السوق السوداء ما يقرب من 130 جنيه، في حين أن هذا الارتفاع لا ينعكس على الرواتب.
وبجانب ارتفاع الأسعار، يؤثر غياب الأمن وسوء حالة الطرق على وصول الإمدادات لجزء كبير من البلاد.
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت السلطات في جنوب السودان حالة المجاعة في بعض المناطق من البلاد بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية.
وتقدر الأمم المتحدة عدد الأشخاص الذين قد يموتون جوعا بسبب هذه الأوضاع بنحو 100 ألف شخص في منطقتين بولاية الوحدة الواقعة شمال البلاد والغنية بالنفط، بينما اعتبرت أن هناك نحو مليون آخرين يحتاجون لمساعدات عاجلة في باقي أنحاء البلاد.
وبجانب الحرب، تأثر اقتصاد جنوب السودان أيضا بانهيار أسعار النفط الذي يعد المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في البلد الأفريقي الجديد.
وتراجع إنتاج البترول بنحو 40% مقارنة بـ240 ألف برميل كانت تنتجه البلاد قبل اندلاع الحرب أواخر عام 2013.
يشار إلى أن الصراع اندلع في جنوب السودان في ديسمبر/كانون أول عام 2013 عندما ندد الرئيس، سلفا كير، الذي ينتمي إلى قبيلة الدنكا، بمحاولة انقلاب من قبل نائبه آنذاك، ريك مشار، الذي ينتمي إلى قبيلة النوير. (إفي)