💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

التجارة بين مصر والسودان رهينة التوترات السياسية

تم النشر 27/04/2017, 19:26
© Reuters. التجارة بين مصر والسودان رهينة التوترات السياسية

من إيريك كينكت وخالد عبد العزيز

القاهرة/الخرطوم (رويترز) - عندما بدأ الإعلام المصري يصنع من السودان وأهراماته الأصغر حجما على كثرتها مادة لإطلاق النكات على البرامج الحوارية المسائية في الآونة الأخيرة، لم يكن ذلك أمرا مسليا للسودانيين.

الأمر ذاته ينسحب على تجار السلع الأولية الذين رأوا توترا متناميا بين الجارتين أذكاه التراشق الإعلامي في الآونة الأخيرة وأدى إلى زيادة القيود التجارية التي أصبحت تسبب ارتباكا لأنشطتهم التجارية.

وقال إعلامي مصري في وصفه لأهرامات مروي السودانية العتيقة "قالك دي الأهرامات.. محدش يضحك.. دي جبنة مثلثات".

كانت تلك التعليقات مدفوعة بقرار السودان فرض حظر شامل على السلع الزراعية المصرية الشهر الماضي مما عزز القيود التي كان قد فرضها بداية في سبتمبر أيلول لحظر الفواكه والخضروات والأسماك المصرية بفعل مخاوف صحية.

ويقول هاني حسين، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن السودان لم يقدم بعد أي تفسير لما يعيب السلع المصرية بالفعل بعد مرور سبعة أشهر على فرض قيود على الواردات في المرة الأولى.

وأضاف "نريد مواصلة العمل مع السودان لأنه سوق مهم للغاية، لكننا ننتظر لمعرفة ما هي القضية".

ويقول تجار إن الحرب الكلامية في وسائل الإعلام جعلت الموقف أسوأ فجأة بينما يتزايد عدم وضوح التوجيهات بشأن ما هي السلع التي يمكن بيعها عبر الحدود وعدم وجود حل في الأفق.

ويقول تاجر لديه نشاط في السودان "إنها فوضى كبيرة.. الشاحنات تنتظر خارج السودان محملة بالسلع المصرية من دون إمكانية لدخولها."

ويقول محللون إن القيود التجارية سياسية إلى حد كبير وتتعلق بمجموعة من الشكاوى السودانية، بداية من الأراضي المتنازع عليها في جنوب مصر وصولا إلى رفض مصر إسقاط متطلبات مشددة للحصول على تأشيرة تفرضها على المواطنين السودانيين في الوقت الذي تمنح فيه الإقامة لبعض رموز المعارضة.

ويقول عطية عيسوي الخبير في الشؤون الأفريقية "عندما يكون هناك توتر، يستخدم السودان بطبيعة الحال أي أدوات يملكها لإحداث ضغط".

ويجد السودان، الذي تضرر اقتصاده جراء انفصال الجنوب في 2011، نفسه في مواجهة مع جارة أكثر ثراء ونفوذا. ويقل تعداد سكان السودان قليلا عن نصف المصريين البالغ عددهم 92 مليون نسمة وقد اعتمدت الخرطوم على مصر كأكبر مصدر لواردات الكثير من السلع الغذائية.

ويقول أحمد حامد، وهو مدير بوزارة التعاون الدولي السودانية، إن بلاده استوردت سلعا بنحو 591 مليون دولار من مصر في 2016، معظمها كانت سلعا غذائية مثل الخضر والفواكه والبسكويت.

وارتفعت الصادرات الزراعية المصرية منذ أن حررت سعر الصرف في نوفمبر تشرين الثاني بما سمح لها بتخفيض قيمة العملة المحلية إلى نحو النصف وهو ما جعل ما تنتجه من سلع جاذبة في الأسواق العالمية وبأثر فوري.

* في مرمى النيران المتبادلة

قد يرتد أثر الإجراءات التي اتخذها السودان في الآونة الأخيرة على رجال الأعمال السودانيين.

يقول بابكر آدم والي، وهو مستورد سوداني، إن شحنته من البسكويت والحلوى المصرية البالغة قيمتها 12 مليون جنيه سوداني (1.8 مليون دولار) عالقة منذ العاشر من مارس آذار.

يقول والي "أدفع 30 ألف جنيه سوداني يوميا للشاحنات التي تحمل تلك البضائع داخل السودان، وقد حصلت على قروض مصرفية بضمان هذه البضائع. إذا لم تدخل قبل تاريخ انتهاء الصلاحية، سأواجه أزمة مالية."

الشركات الأكبر حجما هي الأخرى وقعت في مرمى النيران، ومن بينها شركة صافولا السعودية التي ستضطر لتغيير وجهة الكثير من إنتاجها من السكر في مصر والذي يباع عادة للسودان بحسب مصدر في الشركة.

وتستورد صافولا السكر الخام البرازيلي وتكرره في مصر لتصدره بعد ذلك لوجهات أخرى، مما يعني أن السكر المحظور حتى ليس مصريا.

وقال المصدر "التوجيهات ليست واضحة على الإطلاق، ومن ثم ففي اللحظة الحالية يمكن أن ندرس تغطية عقودنا السودانية من مصنعنا في السعودية."

وتوجه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الخرطوم الأسبوع الماضي في زيارة نادرة لتلطيف العلاقات بين البلدين.

وقالت مصادر مقربة من الزيارة إن قضية التجارة كانت على رأس جدول الأعمال لكن تعليقات شكري ونظيره السوداني لم تتطرق البتة لحل.

وبدلا من ذلك جدد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور المخاوف من أن الحملة التي يشنها الإعلام المصري على السودان "تجاوزت المعقول والمتعارف عليه وتجاوزت النقد إلى الإساءة للشعب السوداني".

© Reuters. التجارة بين مصر والسودان رهينة التوترات السياسية

(تغطية إضافية مها الدهان في أبوظبي وأروى جاب الله في القاهرة - إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.