طهران، 12 مايو/آيار (إفي): نجح الرئيس الإيراني حسن روحاني كرجل دين معتدل في إخراج بلاده من حالة العزلة الدولية، وهو ما كان أحد وعوده إضافة إلى منح مزيد من الحريات، وهو ما يعول عليه كي يحصل على ولاية ثانية.
فبعد أربعة أعوام من وصوله للرئاسة بفضل توحد صفوف الإصلاحيين حوله، رغم محاولته الابتعاد عن التيارات السياسية الأبرز في إيران، لا يزال روحاني المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات 19 مايو/آيار الجاري لكنه يواجه منافسين أقوياء.
ولم يتحل الرجل بهدوءه المعهود حينما كان عليه الرد على انتقادات خصومه أثناء وجوده في السلطة والدفاع عن أداءه وتقويض مخاطر العودة لمزيد من القيود حال عاد المحافظون للرئاسة من جديد.
وأكد روحاني خلال حملته أنه يتعين على الإيرانيين الاختيار بين حكومة شمولية وأخرى تدعم الحريات قائلا "اختار شبابنا طريق الحرية"، في أحد اجتماعاته الحاشدة.
وتعزز هذه الاستراتيجية انتعاشة اقتصادية نتيجة أبرز إنجازات روحاني في فترته الأولى: الاتفاق النووي المبرم في يوليو/تموز 2015 مع ست قوى دولية ما ساهم في رفع العقوبات التي كانت تثقل كاهل الجمهورية الإسلامية مقابل تقليص برنامجها النووي.
يعد حسن روحاني أحد أبرز رموز الساحة السياسية في إيران منذ الثورة الإسلامية في 1979 ، وهو من مواليد مدينة سرخه بمحافظة سمنان شمالي البلاد حيث التحق في عمر الثالثة عشرة بأحد المراكز الدينية.
واستكمل روحاني دراساته الإسلامية بمدينة قم، واتجه عام 1969 لدراسة القانون في جامعة طهران التي تخرج فيها عام 1972.
وبعد اتباعه للخوميني منذ صغره، طاف روحاني إيران في حملة ضد الشاه محمد رضا بهلوي حتى تم إجباره في 1977 على الفرار إلى بريطانيا حيث أعد ماجستير في القانون الدستوري بجامعة جلاسجو كاليدونيان ثم دكتوراه برسالة معنونة (مرونة الشريعة، القانون الإسلامي).
عقب عودته لإيران، بالتزامن مع رجوع الخوميني، في بدايات 1979 ، شغل روحاني عدة مناصب عسكرية وسياسية في الجمهورية الإسلامية حديثة العهد.
دخل روحاني مجلس النواب في الفترة بين 1980 و2000 ثم أصبح عضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وهي مناصب لا يزال يشغلها حتى الآن، وكذلك رئيسا لمركز الدراسات الاستراتيجية في إيران.
أما على المستوى العسكري، فقد أمضى روحاني ستة أعوام في المجلس الأعلى للدفاع والذي قاد منه قوات الدفاع الجوي الإيرانية خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
وفي الفترة بين 1989 و2005 تولى روحاني سكرتارية المجلس الأعلى للأمن الوطني، المنصب الذي قربه من القائد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي الذي لا يبدو مناوئا للرئيس رغم توجيه انتقادات لأداءه.
ومنذ 2003 وبعد الكشف عن منشآت نووية غير معلنة من قبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قاد المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وتمكن من تهدئة التوتر ببعض التنازلات.
وبفوزه المفاجئ في انتخابات 2013 من الجولة الأولى بحصوله على 50.68% من الأصوات بفضل دعم الرئيسين الإصلاحيين السابقين هاشمي رافسنجاني ومحمد خاتمي، تعهد روحاني بالانفتاح مع الغرب لتحسين الاقتصاد.
لكن الاقتصاد لم يصل لهذه الدرجة من التحسن كما أن أوضاع حقوق الإنسان لم تشهد الطفرة المنشودة بسبب ممانعة الجناح الأكثر تشددا من النظام.
إلا أن روحاني يتمسك بوثيقة الحقوق المدنية ويتعهد بالتحرك وفقا لها في ولايته الثانية من أجل إقناع الإصلاحيين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، وهو أمر يحظى فيه مجددا بمؤازرة خاتمي بيد أنه فقد مرجعيته الكبرى رافسنجاني الذي توفي يناير/كانون ثان الماضي. (إفي)