Investing.com - من المحتمل أن يؤدي قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير برفع أسعار الفائدة وتخفيض الميزانية العامة من سندات الخزانة والرهن العقاري إلى رفع منحنى العائد ولكن مع توقعات التضخم المنخفضة وسعي رؤوس الأموال الأجنبية لتحقيق عائدات كبيرة فمن المتوقع أن تظل أسعار الفائدة طويلة الأجل على سندات الخزانة والرهون التقليدية بالقرب مستوياتها الحالية، لن يكون له تأثير كبير على هدف الإدارة الأمريكية الحالية المتمثل في زيادة النمو الاقتصادي إلى نسبة 3 بالمائة.
وعلى هذا الأساس ناقش تقرير لموقع ماركت ووتش المشكلة الإنتاجية التي تتربع على رأس الاقتصاد الأمريكي وقدم حلا مستقبلي، حيث يبدأ هذا في خفض الضرائب أو زيادة الإنفاق على البنية التحتية حيث قد ينعش الطلب الكلي بشكل مؤقت، ولكن على المدى الأطول فإن سرعة نمو الاقتصاد ستتوقف على مجموع إنتاجية العمال ونمو القوة العاملة، ومنذ الأزمة المالية ارتفعت الإنتاجية بنسبة 1% سنويا بالمقارنة مع 2% في العقود السابقة.
وبفضل تراجع معدل المواليد وعدد السكان الذين هم في سن العمل وانخفاض المشاركة في قوة العمل بين الذين تتراوح أعمارهم بين 25-65 عاما، من غير المرجح أن تنمو القوة العاملة حتى بنسبة 1% سنويا.
ومن المحتمل أن فرض المزيد من الرسوم على الغذاء والرعاية الطبية وغيرها من البرامج تشجيع المزيد من البالغين على البحث عن التدريب وإعادة الدخول ضمن القوى العاملة.
من شأن الإصلاحات في مجال الهجرة القائمة على الاحتياجات، وتحسين الاحتياجات المهنية وتحسين التدريب المهني أن يزيد من عدد ومهارات العمال المتاحين.
وفيما يتعلق بالإنتاجية، فإن كيفية فرض الضرائب الحكومية والإنفاق الحكومي سوف يكون لها اثر كبير، حيث أن اعتماد الولايات المتحدة بشكل أكبر على ضريبة الشركات بدلا من ضريبة القيمة المضافة يثبط الاستثمار الرأسمالي.
إن تعديل الحدود الضريبية التي ستكون ضرورية للوصول لضريبة القيمة المضافة أو خفض معدلات الضرائب على الشركات بشكل كبير وخفض عبء الضريبة على الأعمال غير محتمل الحدوث الآن، وقد يؤدي توظيف الاستثمار الخاص لبناء مشاريع البنية التحتية إلى زيادة الإنتاجية ولكنه سيتطلب فرض رسوم جديدة على مستخدمي هذه المشاريع .
علاوة على ذلك، فإن الجهود الرامية إلى خصخصة نظام مراقبة الحركة الجوية على سبيل المثال، تتطلب تشريعات جديدة وتواجه معارضة كبيرة من الكونجرس.
يشكك معظم الاقتصاديين في أن نمو الإنتاجية يمكن أن يرتفع بشكل دائم فوق مستوياته الحالية، مشيرين إلى نظرية الأستاذ بجامعة نورث وسترن روبرت جوردون التي تقول إن سرعة نمو الإنتاجية التي تحققت خلال العصر الصناعي الأمريكي 1870-1970 نتجت عن ابتكارات رائدة جديدة ولا يُرجح تكرار آثار تلك الابتكارات.
كما ولا يمكن للنماذج الاقتصادية التنبؤ بدقة بالنمو الاقتصادي لربعين سنويين قادمين، كما أنها لا توضح كثيرا الكيفية التي ستغير بها التكنولوجيات الناشئة سوق العمل أو حتى الاقتصاد ككل خلال عقد أو عدة عقود في المستقبل.
وإن التطور الحالي في الذكاء الاصطناعي والروبوتات سوف يجعل من السهل استبدال ما يصل إلى 90% من الوظائف الحالية.
في العقود المقبلة، يمكن للآلات التي يمكن أن تشعر وتفكر استبدال المزايا الحسية لليد البشرية وحل المشاكل الصعبة مما قد يعزز الإنتاجية بطرق لا يمكن أن نتصورها.
لا يتم استغلال هذه الفرص بصورة كافية، لكن القيام بذلك يتطلب أشياء قليلة جدا مثل التغاضي عن الخلافات السياسية والأيدلوجية والتركيز على ما هو أفضل .