Investing.com – على الرغم من أن شهر تموز/يوليو سيبدأ بداية بطيئة، حيث ستفتح بورصة (وول ستريت) أبوابها لنصف يوم عمل اليوم الاثنين، قبل أن تغلق أبوابعا تماماً يوم غد الثلاثاء لعطلة الرابع من تموز/يوليو، إلا أن الأسواق ستعود بسرعة إلى التركيز على الأحداث الرئيسية المتعددة المقررة على مدى الشهر الحالي بأكمله، مع مراقبة خاصة من المستثمرين لمجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي.
بداية سريعة لمراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي
ستترقب الأسواق مساء يوم الأربعاء نشر محضر الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في بنك الإحتياطي الفيدرالي.
وكان البنك المركزى الامريكى قد قرر رفع أسعار الفائدة للمرة الثانية هذا العام، في إجتماعه الذي إنتهى بتاريخ 14 حزيران/يونيو، وواصل خططه للمضي قدما في رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية العام. وعلى الرغم من لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي الصقورية نسبياً، فإن المشاركين في الأسواق إستمروا في التشكيك في قدرة البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة بعدد المرات التي يتوقعها خلال العام الحالي، بسبب عدد من التقارير الاقتصادية الأمريكية المخيبة للآمال، وعلى رأسها مؤشرات التضخم الضعيفة.
ولا تزال الأسواق غير واثقة من توقعات رفع أسعار الفائدة التي أطلقها الفيد بالنسبة لعدد قرارات الرفع خلال عام 2017، حيث تشير أداة متابعة إحتمالات الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.comإلى إحتمال متواضع قدره 45٪ لرفع الفائدة في كانون الأول/ديسمبر.
من المرجح أن يتركز معظم إهتمام الأسواق عند صدور المحضر على خطة بنك الاحتياطي الفيدرالي لتطبيع الميزانية العمومية، وعلى تفاصيل وتوقيت إنطلاق هذه الخطة، حيث تتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يمتنع البنك المركزي الأكبر في ا لعالم عن تنفيذ أي بنود خاصة بذلك قبل شهر أيلول/سبتمبر.
أما 7 تموز/يوليو فياتي بإثنين من التقارير المرجعية، الأول منها سيكون التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية لشهر حزيران/يونيو. وبحب توافق آراء المحللين الإقتصاديين، فإن التقرير سيظهر أن معدل البطالة قد ثبت عند 4.3٪ وأن الاقتصاد الأكبر في العالم قد أضاف 177 ألف وظيفة جديدة خلال الشهر.
ومع إقتراب الاقتصاد الأمريكي من مستوى العمالة الكاملة، فإن الأسواق ترجح أن يهتم بنك الاحتياطي الفيدرالي بأرقام متوسط الأجر في الساعة. فما زال التضخم في الأجور عاملاً مفقوداً في سوق العمل على الرغم من إنتعاش عدد الوظائف بشكل مستمر، وهو السبب الرئيسي برأي بنك الاحتياطي الفيدرالي في أن التضخم العام في الإقتصاد لم يتحرك نحو هدفه المستهدف والبالغ 2٪.
كما سيصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة تقريره النصف سنوي حول السياسة النقدية، وذلك قبل شهادة رئيسة البنك السيدة (جانيت يالين) أمام لجنة الخدمات المالية في الكونغرس، بخمسة أيام. ومن المقرر أن تبدأ السيدة (جانيت يلين) شهادتها المرتقبة عند تمام الساعة 10:00 صباحا بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:00 بعد الظهر بتوقيت جرينتش) يوم 12 تموز/يوليو.
وفي السابق، كان هذا التقرير يصدر بالتزامن مع شهادة من رئيس مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي أمام الكونغرس. وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي ان نسخة من ملاحظات السيدة (يالين) المعدة مسبقاً سيتم إذدارها في نفس اليوم الساعة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. ومن المرجح أن تكون شهادتها هي الفرصة الأخيرة للأسواق لضبط التوقعات قبيل إجتماع السياسة النقدية المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي سينطلق يوم 25 تموز/يوليو وسيستمر ليومين.
تركيز الأسواق على موسم إعلان نتائج الشركات الأمريكية
بوضع الأمور المتعلقة ببنك الاحتياطي الفيدرالي جانباً، فإن الأسواق لديها نقاط أخرى ستشغلها في تموز/يوليو، وهي التي يمكن أن تحدد ما إذا كان إرتفاع سوق الأسهم سيبقى مستمراً، أم أننا بصدد حركة تصحيحة هابطة، أو أننا سنبدأ التداول في نطاق سعري عرضي. الثابتة.
سوف يبدأ موسم أرباح الربع الثاني بشكل جدي خلال الأسبوع اذي سيبدأ يوم 10 تموز/يوليو، مع ما تعتبره الأسواق "بداية غير رسمية" ستنطلق مع إصدار التقارير الماليو لـ (جي بي مورغان)، والمقرر يوم الجمعة 14 تموز/يوليو، حوالي الساعة 7:00 صباحا بالتوقيت الأمريكي الشرقي.
وحتى الأن، لم تعلن إلا 23 شركة فقط من الشركات المدرجة في مؤشر (إس إن بي 500) عن نتائجها املالية الربع سنوية، إلا أن 78٪ منها قد تفوقت في أرباحها على التقديرات، مما حقق نسبة نمو في الأرباح بلغت 16.4٪، في حين أن 87٪ من هذه الشركات تغلبت على توقعات المحللين بشأن المبيعات، مما حقق نمو في الإيرادات نسبته 8.5٪.
ورغم هذه النتائج المتألقة، يحذر المحللون من أن الزيادة في معدل نمو الأرباح الجماعي لن تستمر، حيث وصل معدل نمو الأرباح إلى قمته برأيهم في الربع الأول من العام الحالي.
وبحسب توافق آراء المحلللين فإن نمو الأرباح سيبلغ 7.9٪ على أساس سنوي، وهو أدنى بكثير من نسبة 15٪ المسجلة في الربع الأول.
آمال معلقة على الكونغرس لتمهيد الطريق للإصلاحات الضريبية
من جهة أخرى، فإن الاسواق ستبقى تترقب طوال الشهر، تاريخ 28 تموز/يوليو، وهو اليوم الاخير قبل ان يبدأ الكونغرس إستراحته التي ستستمر حتى 5 ايلول/سبتمبر.
ويشعر المستثمرون بحالة من القلق، ويتمنون أن يقوم الكونغرس بإنهاء النقاش في العديد من القضايا الرئيسية، حتى يتسنى الانتقال إلى موضوع الإصلاحات الضريبية الذي تهتم به الأسواق بشكل كبير.
ويعلق المستثمرون الآمال على قدرة الكونغرس على إتخاذ قرار نهائي بشأن مشروع قانون الرعاية الصحية، مما سيمهد الطريق لاعتماد ميزانية عام 2018.
ومن بين الأمور الهامة الاخرى، هنالك سقف الدين، ولكن هنالك عقبات ستعيق إقرار سقف جديد للدين، أهمها وجود فجوة واسعة في هذا الموضوع بين الجمهوريين المحافظين والوسطيين. ويشكل خلاف هذه الكتل بشأن القضايا الرئيسية العقبة الرئيسية أمام سن التشريعات في المجلسين على الرغم من أغلبية الحزب الجمهوري فيهما.
إنها بداية بطيئة لشهر في العادة يعتبر شهر العطلات بالنسبة للمتداولين والمستثمرين، وكلنها بداية مخادعة. فشهر تموز/يوليو قد يكون في النهاية أي شي، إلا كونه شهر عطلات، حيث يبدو أن المتداولين والمستثمرين، سيكونون مشغولين بأخبار هامة طوال هذا الشهر.