- Investing.com قال الدكتور محمد سالم الصبان، المستشار الاقتصادي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منذ أن تولى رئاسة البلاد، وهو يشرع في تنفيذ وعوده الإنتخابية الواحد تلو الآخر، مفسرًا ذلك بأن أمريكا قد ظلمت خلال السنوات الماضية، وأن أغلب اتفاقيات التجارة الحرة لم تكن في صالحها، وأنها صدرت الكثير من الفرص الاستثمارية، وضيقت الفرصة على تشغيل العمالة الأمريكية.
وأضاف أن ترمب فرض إعادة التفاوض على أغلب هذه الاتفاقيات، وعلى رأسها اتفاقية "النافتا" الخاصة بكندا والمكسيك والولايات المتحدة، كما صرح أن أية اتفاقية تجارة حرة ستكون الأولوية فيها للاتفاقيات الثنائية، وهو ما يعطي أمريكا فرصة لفرض شروطها، خاصة في الاتفاقيات المبرومة مع الدول النامية.
كما أعلن ترامب إنسحابه من اتفاق باريس للمناخ، بحجة أنه يؤثر على المصالح الأمريكية، وكذب وجود دور للنشاط الإنساني في تغير المناخ، حيث يرى أن تغير المناخ يعد تغير طبيعي يحدث منذ ملايين السنين، وأن المناخ يتغير بتغير الفصول فهناك فصول حرارية وآخرى جليدية، وطالب بإعادة التفاوض على الاتفاق. وهو يعلم جيدًا أن ما يطلبه مستحيل، الأمر الذي جعل الاتفاق في مرحلة "الموت السريري" على حد تعبير الدكتور الصبان.
وأشار الدكتور محمد الصبان، إلى أنه لا جدوى من اتفاق باريس للمناخ بدون أمريكا، وأن الرئيس الأمريكي قد إنسحب منه لتحقيق مصلحة ذاتية، فإنسحابه من الاتفاق أنقذ صناعة النفط والفحم والغاز في أمريكا، وهي تعد محور اتفاق باريس للمناخ، وبالتالي أصبحت أمريكا لديها اكتفاء ذاتي، وعما قريب ستصبح مصدرا رئيسيا للغاز والنفط وخاصة النفط الصخري.
وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أقيم بمدينة دافوس السويسرية، صرح عدد من المسؤولين الأمريكين بأقوال مثيرة، زادت من حدة الجدل والنقاش، حيث قال وزير الخزانة الأمريكي أن ضعف الدولار لا يمثل أزمة لهم، بل إنه يصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي، أما دونالد ترمب فقد ركز على الإنجازات التي حققها منذ توليه منصب رئيس أمريكا، والتي من بينها أن الاقتصاد الأمريكي قد حقق معدلات نمو تفوق الـ(3%) على مستوى سنوي، والبطالة عند أدنى مستوياتها، وأسواق الأسهم الأمريكية حققت أرقام قياسية، بالإضافة إلى تخفيض الضرائب الأمريكية ، الأمر الذي سيساهم في تحفيز الاستثمارات في الولايات المتحدة.
هذه التصريحات جعلت الجميع يفكر أن أمريكا تريد تسليح الدولار وخوض حرب تجارية، وأنها تنوي اتباع نهج "الإنعزالية الدولية" كما قال البعض، إلا أن ترمب قال خلال حديثه أن "أمريكا أولًا" لا يعني عدم التعامل مع الدول الآخرى.
دفعت النهضة الكبيرة التي تشهدها أمريكا في الوقت الحالي، صندوق النقد الدولي إلى مراجعة أرقام النمو الاقتصادي العالمي لهذا العام، لتجد أن المؤشرات قفزت إلى 3.9%.
دعا الدكتور محمد سالم الصبان، المملكة العربية السعودية، إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية، والاستفادة من إنتعاش الاقتصاد العالمي في هذه الفترة، وتطوير رأس المال البشري، ونقل التكنولوجيا والتقنيات العالية إلى اقتصادنا، وتشجيع الإبتكار والإبداع.
وأكد أن السياسات التي يتبعها الرئيس ترمب ستحقق نتائج إيجابية تصب في مصلحة الاقتصاد العالمي، وأنها ستأتي بنتائج عكس ما توقع الكثير، فبعد إنتهاء فترته الرئاسية، سيصبح مطالبات التجديد له لفترة ثانية دولية وليست أمريكية.