- Investing.com يشعر الجميع أننا على مشارف حرب عالمية تجارية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على وارادات الصلب والألومنيوم الأمريكي تبلغ قيمتها 25% للصلب و10% للألومنيوم، الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة في جميع أنحاء العالم خاصة بعد أن أعلن ترامب تمسكه بفرض الرسوم وأنه لن يتراجع عن قراره.
كتب ترامب على حسابه على "تويتر" أن الحرب التجارية أمر جيد ومن السهل على الولايات المتحدة الفوز بها، وأن أمريكا تخسر مليارات الدولارات في تعاملاتها التجارية مع الدول الأخرى، أما الآن فهي تريد أن تحقق المكاسب.
يرى "ترامب" أن الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم سوف تعزز من الإنتاج المحلي وستكون حافز قوي للشركات الأمريكية، إلا أن الجميع يرى عكس ذلك تمامًا، حيث إن كبار المشرعين في حزب "ترامب" الجمهوري يعارضون هذه الرسوم ويرون أنها تهدد الاقتصاد الأمريكي.
ليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها رئيس أمريكي إلى فرض رسوم على واردات الصلب من أجل الدفع بالصناعات المحلية، فقد أعلن جورج بوش الإبن في عام 2002 زيادرة الرسوم من أجل إنقاذ صناعة الصلب الأمريكية من منافسة الواردات، وتسببت هذه الرسوم في خسائر فاحة واضطرت الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن قرارها من أجل تجنب الخسارة.
وكشفت التقارير والبيانات المالية في عام 2003 أن الولايات المتحدة خسرت حوالي 200 ألف وظيفة في قطاعات تعتمد على الصلب، أي أعلى من وظائف القطاع المراد حمايته والتي تبلغ 187 ألف وظيفة، نتيجة الرسوم التي فرضها بوش الابن.
وأشارت تقارير اقتصادية بأن الرسوم التي يعتزم الرئيس الأمريكي ترامب فرضها على واردات الصلب والألمونيوم ستشجع المنتجين الأمريكيين على التركيز على السوق المحلي لتعويض العمل في مناخ تنافسي عالمي، الأمر الذي سيؤثر بالطبع على جودة المنتج الأمريكي.
هذه الرسوم تشكيل تهديد للكثير من القطاعات الأخرى، فبحسب وكالة "بلومبرغ" فإن شركات الإنشاءات ستتأثر بنسبة 40%، تليها صناعة السيارات بنسبة 26% وشركات الطاقة وصناعة المعدات بنسبة 10%، ثم الصناعات العسكرية والدفاعية بنسبة 3%.
كما ستؤدي هذه الرسوم إلى حدوث قفزة في تكلفة مشاريع الإنشاء بأمريكا، وكذلك جميع المنتجات الأمريكية التي تعتمد بشكل قوي على الصلب والألومنيوم مثل السيارات والطائرات والآلات الصناعية والكهربائية.
ويرى الخبراء أن الإدارة الأمريكية عليها دعم الصادرات بدلًا من فرض رسوم جمركية مرهقة تضر بالشركات الأمريكية وتسبب في نشوب حرب تجارية عالمية، مشيرين إلى أن ضعف النمو في إنتاج الصلب الأمريكي لا يعود إلى منافسة الواردات الأرخص، ولكن إلى ضعف نمو السوق الأمريكية. فالصادرات الأميركية من الصلب لا تشكل سوى 2% من إجمالي الصادرات العالمية، مقابل24% من الإنتاج الصيني.