Investing.com - أعلن الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب" العديد من القرارارت التجارية منذ تولية رئاسة البلاد، أغلبها أثار العديد من التساؤلات، وخاصة القرار الأخير بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم الأمريكي، الذي يتوقع جميع الخبراء والمحللين أن يكون شرارة لحرب عالمية تجارية قادمة.
يعتقد ترامب أن العجز التجاري المستمر مشكلة كبيرة لبلاه، إلا أن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث إن إرسال البلدان الأخرى المزيد من السلع إلى أمريكا أكثر مما تستورده منها خلال العقود الأربعة السابقة، يعني أن الأمريكيين قد استهلكوا أكثر مما أنتجوا، وذلك وفقا للتقرير الذي نشرته"الإيكونوميست".
وهذا يعني أن أمريكا مدينة بالمال لجميع دول العالم، في صورة سندات ذات عائدات منخفضة تحبذها الدول وتعود بالفائدة على أمريكا بعد بيعها، فالمستثمرون الأمريكيون يسجلون عائدات أعلى من استثماراتهم الأجنبية أكثر مما يحققه الأجانب من سندات الخزانة.
كان بإمكان الولايات المتحدة الاستفادة من هذا النوع من الائتمان الرخيص بصورة أفضل مما لديها الآن، إلا أن المشكلة تكمن في أمريكا نفسها وليس لها علاقة بالنظام التجاري.
ويرى "ترامب" أن بإستطاعته سد العجز التجاري الأمريكي من خلال فرض المزيد من التعريفات الجمركية، إلا أن جميع التقارير الاقتصادية أظهرت أنه على الرغم من قدرة الرسوم على تقليل الواردات إلا أنها لا تدعم الميزان التجاري للبلد الذي يفرض هذه القيود على التجارة، حيث إن انخفاض واردات الولايات المتحدة يقلل حصيلة الأجانب من الدولارات، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار، وبالتالي يبقى العجز التجاري قائمًا كما هو.
يعتقد "ترامب" أن فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم ستساعد في الحد من البطالة، وهذا الاعتقاد غير حقيقي بالمرة، لأن الوظائف التي تقوم على استهلاك هذه المعادن أكثر من القائمة على توفيرها، وبالتالي ارتفاع الأسعار سيكون ضرر كبير على النوع الأول.
قال ترامب إنه إذا كانت هناك دولة تفرض تعريفات أعلى على السلع الأمريكية مقارنة بما نفرضه، فينبغي علينا رفع الرسوم الجمركية، وبهذا يكون "ترامب" تجاهل أبرز قواعد منظمة التجارة العالمية، والتي تنص على توسيع نطاق الخفض الجمركي الذي تجريه أي دولة مع أخرى ليشمل جميع البلدان، وإسقاط هذا المبدأ يعني التخلي عن منظمة التجارة العالمية.
يعتقد ترامب أنه من السهل على الولايات المتحدة الفوز بأي حرب تجارية تخوضها خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي فإن سقوط منظمة التجارة العالمية لا يهمه كثيرًا، وذلك لأنه يعتمد على حقيقة أن الولايات المتحدة تشتري أكثر مما تبيع، لذا فشركاؤها التجاريون لديهم الكثير ليخسروه، وهذا يضمن له الفوز.