- Investing.com طالبت "كريستين لاجارد" مديرة صندوق النقد الدولي الحكومة التركية بالحفاظ على استقلالية البنك المركزي، بعد التدهور والفوضى التي تسبب في تراجع الليرة التركية وهبوطها بشكل حاد أمام الدولار الأمريكي.
وصرحت "لاجارد" بأن الإشارات والعلامات المختلطة حول مدى استقلالية البنك المركزي التركي عن التدخل السياسي جعل المستثمرون يشعرون بالخوف والقلق وخلق حالة من عدم اليقين، وبالتالي تم الضغط على العملة التركية.
وأشارت إلى أن بعض التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خلال الأشهر القليلة الماضية نبهت المجتمع الدولي وخاصة المستثمرين إلى بعض الحقائق التي لم تكن واضحة مثل أن البنك المركزي التركي من الممكن أن يكون تحت ضغط وتأثير أشخاص معينة أو يعمل وفقًا لتوجيهات، الأمر الذي تسبب في خلق حالة من عدم الثقة واليقين وقد ظهر ذلك واضحًا في الأسواق التركية.
كان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد أعلن في وقت سابق من الشهر الماضي، عن نيته للتدخل في السياسات النقدية للبنك المركزي التركي، كما وجه الكثير من الانتقادات لأسعار الفائدة وقال أنها أصل كل الشرور.
كما أكد "أردوغان" أن الحكومة التركية ستتخذ إجرءات وتدابير مختلفة للتغلب على العجز في ميزان المعاملات التجارية والتضخم، بعد الإنتخابات التي من المقرر أن تُجرى خلال الشهر المقبل، مطالبًا خلال كلمته أمام نواب برلمانيين سابقين بالقصر الرئاسي في أنقرة، جميع المواطنين بعدم تفضيل العملات الأجنبية على الليرة التركية، مشيرًا إلى أن التقلبات الحادة التي تعاني منها العملة المحلية في الوقت الحالي لا تتماشى ابدًا مع الواقع الاقتصادي للبلاد.
وبحسب ما صرحت به "كريستين لاجارد" لـ وكالة "بلومبرج" العالمية، فإنه من الأفضل دائمًا ألا يتدخل القادة السياسيين في السياسات النقدية للبنوك المركزية، وأن يتركوا محافظوا البنوك يفعلون ما ينبغي عليهم وما يروا أنه يحقق مصلحة البلاد ويحافظ على استقرار الأسواق ويحمي العملة الوطنية من التراجع أو الهبوط، لذا من الضروري الحفاظ على استقلالية السياسات.
وخلال تعاملات أمس الخميس، تمكنت الليرة التركية من استعادة بعض الخسائر التي تكبدتها منذ بداية الأسبوع، والتي بلغت ذروتها أول أمس الأربعاء عندما وصلت إلى 4.93 ليرة للدولار الأمريكي، وسط تصريحات الرئيس "أردوغان" وحكومته بأن التراجع في سعر الليرة "مؤامرة" و"ظاهرة مؤقتة".