- Investing.com "اتخاذ القرار" من الأمور الصعبة والمعقدة، على الرغم من أنه يشكل جوهر وظيفة أي مسؤول سواء بقطاع حكومي أو خاص، إلا أن خطورة هذه القرارات وتأثيرها الكبير على مستقبل الشركة أو المؤسسة أو الدولة، بالإضافة إلى ضغوط الوقت، وعدم امتلاك صانع القرار كل الحقائق والمعلومات، كل هذه العوامل تزيد الأمور تعقيدًا.
في العصر الحديث، أصبح هناك كمية كبيرة من المتغيرات التي تجب على صانع القرار أن يضعها في الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار، بجانب تغير الحقائق بسرعة كبيرة، لذا قررت الكاتبة "أني ديوك" التي حققت بطولات في لعبة رهانات الورق "البوكر" تقديم كتاب بعنوان ""كيف تصدر قراراتك في ظل غياب الصورة الكاملة: التفكير في الرهانات" حيث تدعو الكاتبة إلى التفكير في كل شيء في اتخاذ أي قرار على أنه "رهان".
تدعو "أني" إلى الفصل بين القرارات والنتائج، من خلال العمل على فصل "الظروف" أو "الحظ" من المعادلة، بحيث يتحمل الشخص نتائج تصرفاته وقراراته وحده بصرف النظر عن كونها إيجابية أو سلبية، فهذا المنطق يعين المديرين على التفرقة بين القرار الصحيح والخاطئ بصرف النظر عن النتيجة.
يوجد ثلاث عناصر أساسية تكبل قدرة الشخص على اتخاذ قرارات أفضل، وهي المعتقدات، والتي يقصد بها التحيزات المسبقة، والعادات أي الطريقة المعتادة لمعالجة الأمور، وأخيرًا المنظور والذي يعني الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى اتخاذ قرار معين.
أغلب الأشخاص يتخذون قرارات خاطئة بسبب تحيزاتهم المسبقة، فإذا وجدوا أنفسهم لا يمتلكون معلومات كاملة وكافية يقوموا باستخدام ما لديهم من خلفيات مسبقة عن الأمور الذي يتعاملون معه لإكمالها، وهذا بالطبع يجعل متخذي القرار غير قادر على اتخاذ أفضل قرار ممكن.
عندما لا تتوافر المعلومات الكاملة ويكون هناك ضغوط قوية، قد يتأثر البعض بالعادات، فيتراجع بشدة خوفًا من اتخاذ قرار معين لا تدعمه المعلومات، أو يغامر ويتخذ قرارات لا يعرف نتائجها وهذا يعد مجازفة غير محسوبة، لذا على الشخص أن يراقب نفسه وعاداته ومنظوره دائمًا قبل أن يتخذ أي قرار.
قد يبدو الأمر سهل بالنسبة للبعض، إلا أن هذا غير حقيقي حيث تؤكد "أني" أن الرقابة الذاتية أمر صعب للغاية، لأنه يبدأ بنقد الذات والاعتراف بالأخطاء والسلبيات وأوجه القصور والضعف، وهو أمر صعب على الكثير من الأشخاص، إلا أن هذا الأمر لا مفر منه ولا بديل عنه إذا كنت تريد اتخاذ قرارات سليمة وصحيحة.