من مارك جونز
لندن (رويترز) - قالت وزيرة السياحة المصرية إن انتعاشا كبيرا في أعداد السائحين سيقود لمساهمة القطاع بنسبة 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام الحالي.
ورغم أن جاذبية الأهرام وآثار مصر القديمة الأخرى لم يكن محل شك قط، فقد بدأت أعداد الزائرين تتعافى تعافيا حقيقيا للتو فحسب من تأثير سبع سنوات من هجمات المتشددين والاضطرابات السياسية.
وزادت أعداد الزائرين نحو 40 بالمئة على أساس سنوي في نهاية سبتمبر أيلول، واذا استمر الأمر علي هذا المنوال فإن عدد السائحين سيتجاوز العشرة ملايين للمرة الأولى منذ 2012.
وقالت الوزيرة رانيا المشاط التي تولت مهام منصبها في يناير كانون الثاني لرويترز "في 2017 بلغنا نحو 7.5 مليون (زائر). منذ بداية 2018 والأرقام جيدة جدا ويوجد منحنى حاد جدا (للنمو)".
ورغم أنها لم تتكهن بأرقام معينة فقد أضافت أن السياحة ستسهم "بأكثر من 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي" في العام الجاري بعدما أصبحت أسرع القطاعات نموا في مصر.
واستفاد قطاع السياحة من انحسار المخاوف الأمنية وضعف قيمة الجنيه المصري الذي يجعله أقل تكلفة للمسافرين ذوي الميزانيات المحدودة، لكن الحكومة شرعت أيضا في مشروعات رئيسية في محاولة لضمان استمرار تدفق الزائرين.
ورغم تأخره، تخطط الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير في 2020، في إطار مجمع أوسع يقام على مساحة 491 ألف متر مربع، على بعد نحو كيلومترين من أهرامات الجيزة وتمثال أبي الهول.
وسيعرض المتحف ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية، من بينها 20 ألف قطعة لم تُعرض من قبل، إضافة إلى جميع القطع الأثرية التي اكتُشفت في معبد توت عنخ آمون في 1922، وعددها 5400 قطعة.
شركات دولية
قال طارق توفيق مدير مشروع المتحف المصري الكبير إن الحكومة أعدت قائمة مختصرة من الشركات الدولية لإدارة المتحف، وستختار إحداها بحلول منتصف العام القادم.
لكن مشكلات مصر لم تُحل جميعها.
ففي أغسطس آب، توفي سائح بريطاني وزوجته في أحد فنادق الغردقة على ساحل البحر الأحمر، وقالت ابنتهما في مقابلة صحفية إنها تعتقد أنه جرت إزالة "أعضاء معينة" من الجثتين قبيل إعادتهما.
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك أعضاء قد أُزيلت، قالت المشاط "كل شئ جرى وفقا للقوانين الدولية". وعما إذا كانت جميع أعضاء الجثتين كانت موجودة عند إعادتهما، قالت الوزيرة "ليس لدي مثل تلك المعلومات".
وما زالت الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ، أكبر منتجع في مصر على البحر الأحمر، متوقفة من مصادر رئيسية للسياح، مثل بريطانيا وروسيا.
وجمدت بريطانيا وروسيا الرحلات في 2015، بعدما انفجرت قنبلة على متن طائرة روسية كانت عائدة إلى سان بطرسبرج فوق سيناء بعد إقلاعها بوقت قصير، مما أسفر عن تحطم الطائرة ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصا.
وثمة جهود لاستئناف الرحلات المباشرة. وقالت المشاط إن من المرجح "قطعا" استئناف الرحلات مع روسيا، وإن مصر تعزز تبادل معلومات أمن المطارات والمعلومات المخابراتية مع الحكومات الأخرى.
وتابعت "الأمر برمته بيد السلطات.. نحن مستعدون لاستقبالهم في أي وقت".
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)