التجزئة السعودية تتجه بقوة الى ترسيخ تجارة التجزئة من خلال زيادة الاسواق المتخصصة والتوسع في مساحات البيع ومراكز التسوقوتعتبر السعودية من اكبر الدول الخليجية في قطاع التجزئة، حيث يؤكد تقرير صادر عن بنك كريديه اغريكول الفرنسي ان "المملكة تحتل المركز الثاني بعد الامارات في قطاع التجزئة، وانها تخطو بقوة في اتجاه ترسيخ تجارة التجزئة من خلال مراكز التسوق، مع وجود مؤشرات قوية على نمو المساحات المطروحة للتأجير في المملكة لتصل الى ما يقرب من سبعة ملايين متر مربع اذا ما تم الأخذ في الاعتبار عدد من المشروعات قيد الدراسة حاليا. ويقدر حجم المساحات الفعلية لتجارة التجزئة الحالية بما يصل الى 4.45 مليون متر مربع، وتستحوذ العاصمة الرياض ومدينة جدة على النصيب الأكبر من مساحات تجارة التجزئة، ومن المنتظر زيادة زيادة مساحات تجارة التجزئة بعد اعلان السعوديين التوسع في انشاء الجمعيات التعاونية في الأحياء بمساهمات شخصية دون تدخل الحكومة لتوفير المواد الغذائية باسعار تنافسية ووضع حدا لتلاعب كبار التجار في الاسعار. ويشكل سوق التجزئة السعودي تحدياً كبيراً تبعاً لكونه أكبر سوق في المنطقة، ولامتلاكه مستويات عالية من العرض ونسبة عالية من السكان الشباب، الأمر الذي يجعله ناضجاً نسبياً ولكن عندما يأتي الأمر بالموارد، تبقى الإمارات العربية المتحدة الأكثر ثراءً، وإن كانت أصغر حجماً ومن المتوقع أن تتضاعف مساحات البيع بالتجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي حتى ثلاثة أضعاف خلال خمس إلى عشر سنوات بالاعتماد على سرعة ومصداقية المشاريع. وتقول صحيفة "الرياض" السعودية ان الاحصائيات تشير الى أن المملكة تأتي في مقدمة الدول الخليجية الأكثر نشاطاً، كما تشير البيانات الى ان دول مجلس التعاون الخليجية تضم حاليا 200 مشروع مركز تسوق تحت التنفيذ بكلفة 65 مليار دولار. وتتميز هذه المشروعات بالتعدد في الاستخدامات، حيث تضم مرافق فندقية وترفيهية ومراكز تسوق، وتأتي هذه التوسعات في الوقت الذي تنمو فيه العوائد الصافية لمراكز التسوق بنحو 10 في المائة. ويصل حجم المبيعات السنوية لمراكز التسوق في منطقة الخليج إلى 30 مليار دولار، كما تساهم هذه المراكز بنحو 5.5 في المائة في الناتج المحلي الاجمالي لدول مجلس التعاون، والنسبة هذه مرشحة للزيادة في ظل نمو الاستهلاك ونفقات الأفراد على الشراء. كما يشهد قطاع التسوق تقدما من حيث النمو والمبيعات بعد الأسواق العالمية الأخرى، بالرغم من الفروق مع أسواق عالمية أخرى، فمبيعات مراكز التسوق وتجارة التجزئة في الولايات المتحدة تصل إلى 3.8 تريليون دولار، بينما تصل إلى 200 مليار دولار في روسيا، وفي الصين تبلغ 675 مليار دولار. وذكرت تقارير بأن السعودية تحتل المركز الثاني بعد الامارات في مساحات تجارة التجزئة باجمالي 1.4 مليون متر مربع ترتفع إلى 3.5 مليون متر بعد ثلاث سنوات وذلك حسب المشروعات القائمة والتي تم الكشف عنها، واذا ما تم حساب المشروعات الجاري الإعداد لها، ستحتل المركز الأول، لتصل الى 6.95 مليون متر مربع. ومن المتوقع أن يستمر نمو أسواق تجارة التجزئة في منطقة الخليج بمعدل سنوي تبلغ نسبته 6.6 بالمائة الى غاية 2011 وان كان هذا المعدل أقل من المعدلات التي حققها هذا القطاع خلال الخمس سنوات الماضية، الا انه مرشح للارتفاع بسبب تعافي اقتصاديات دول الخليج من تداعيات الازمة المالية العالمية وانتعاش الاسواق بفضل حالة الثقة السائدة مقارنة بالفترة السابقة. |