اعتبر تقرير عقاري حديث أن السعودية مؤهلة لبناء ركن أساسي من أركان اقتصادها وهو السياحة، وذلك بأنواعها وليس فقط السياحة الدينية المرتبطة بموسمي الحج والعمرة، مشيرا إلى أنه مع الأهمية السياسية والدينية التي توليها المملكة لموسم الحج والعمرة وضيوف الرحمن كمصدر للدخل القومي والإنفاق السياحي، فإنه مع هذا لا بد من النظر إلى عدم استبعاد قطاعات سياحية أخرى، وخصوصا السياحة الاستجمامية والترفيهية وسياحة المؤتمرات والمعارض مستفيدة من التنوع الجغرافي الشاسع في السعودية التي تضم أراضيها تنوعا في السواحل والجبال والصحاري. وهو الأمر الذي يجعل من السهل على القائمين على السياحة، في ظل إرادة سياسية، بناء منظومة سياحية كبرى في المملكة للاستفادة من الظروف المتبدلة والمتغيرة وغير المستقرة في الوجهات السياحية الأخرى.
ولاحظ تقرير شركة المزايا القابضة أن الإنفاق السياحي في موسمي الحج والعمرة يعتبر أمرا مفضلا للأسواق وللاقتصاديات المحلية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمناطق والمدن المرتبطة بالسياحة الدينية، حيث كشفت السعودية أن عدد تأشيرات العمرة التي أصدرت هذا العام بلغت أكثر من 5 ملايين تأشيرة، وأنه من المتوقع أن يزيد هذا الرقم بحلول منتصف شهر رمضان المبارك لتبلغ أكثر من 5.5 ملايين تأشيرة، مقارنة بنحو 4 ملايين تأشيرة أصدرتها السعودية العام الماضي، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يصل فيها عدد المعتمرين إلى 5.5 ملايين.
وقالت المصادر ذاتها أن السعودية لها القدرة على الاستقطاب السياحي وتعد من المناطق الرئيسية، حيث زاد عدد السياح فيها بنسبة كبيرة تجاوزت 28 بالمائة، ووصلت أعداد السائحين إلى أكثر من 10.9 ملايين سائح، كما وصل عدد الفنادق والوحدات السكنية المصنفة إلى 1319 فندقا ووحدة سكنية بإجمالي غرف يزيد على 77167 غرفة.
وبين التقرير أن هذا الرقم يعد قليلا اذا ما قورن مع الإنفاق السياحي في الإمارات والتي تقل عنها مساحة وفي عدد السكان، حيث توقعت غرفة تجارة وصناعة دبي أن يبلغ إنفاق السياح داخل الإمارات نحو 124.6 مليار درهم حتى العام 2014، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 2.5 بالمائة خلال السنوات الأربع المقبلة بزيادة 0.4 بالمائة عن العام 2010، حيث وصل فيه إنفاق السياح إلى 22.7 مليار درهم. وتوقعت أن يتجاوز عدد السياح القادمين إلى الدولة 7.5 ملايين حتى العام 2014، وأن يبلغ عدد الغرف الفندقية التي يشغلها السياح 212 ألفاً، بمتوسط إقامة يصل إلى 3 أيام. حيث رأت الدراسة ان دبي قادرة على استقطاب المزيد من السياح خلال الأعوام المقبلة، خصوصاً من الصين والهند وأوروبا وإفريقيا، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي، وما تتمتع به من أسواق تجارية كبيرة.
وأكد أمين عام الغرفة التجارية الصناعي بجدة عدنان مندورة أن مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي بالمملكة يدعو للتفاؤل في ظل الاهتمام الذي يحظى به هذا القطاع باعتباره أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني ومن المتوقع أن يصبح من أهم الموارد الاقتصادية في المستقبل في وقت تتجاوز فيه الإيرادات السياحية 40 مليار ريال و أن نسبة إسهامها في الناتج المحلي غير النفطي بلغت 6,5بالمائة.
مشيراً إلى أن السياحة السعودية تتميز بالنمو السريع وتوفير الكثير من فرص العمل حيث يوفر هذا القطاع ما يقارب نصف مليون وظيفة يشغل السعوديون منها أكثر من 130 ألف وظيفة.(www.nuqudy.com/نقودي.كوم)