تكبدت معظم كبريات شركات الطيران العالمية المعروفة خسائر كبيرة خلال الفترة السابقة بسبب ظروف عدم الاستقرار السياسي في المنطقة والارتفاع الحاد في اسعار الوقود. وقد خفض الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في شهر آذار الماضي توقعاته للأرباح الصافية لعام 2011 من 1ر9 مليار دولار إلى 6ر8 مليار دولار، وفي شهر حزيران عاد وخفض تلك التوقعات إلى 4 مليارات دولار مقابل 18 مليار دولار أرباح صافية للعام 2010، لافتا إلى ان إياتا رفعت توقعاتها هذا العام لأسعار النفط الخام من 96 دولار إلى 110 دولارات للبرميل تماشياً مع السوق، فيما كانت «اياتا» افترضت في شهر تشرين الثاني لعام 2010 أن يصل سعر برميل الوقود للعام 2011 إلى 84 دولارا.
فيما اعلنت «طيران الملكية الأردنية» عن خسارة قدرها 39 مليون دينار خلال النصف الاول من العام الحالي بالرغم من ارتفاع الايرادات التشغيلية بنسبة 4 % وزيادة اعداد المسافرين على خطوط الشركة بنسبة 5 %، وعزا المدير العام الرئيس التنفيذي للشركة حسين الدباس الخسائر لارتفاع اسعار وقود الطائرات، والاضطرابات السياسية، وأجواء ضعف الاستقرار في المنطقة الشرق الاوسط وازمة الديون في اوروبا، ما ادى الى ارتفاع الكلفة التشغيلية بنسبة 20%، وتراجع حركة النقل بشكل عام ، وقال الدباس ان حجم الانفاق على الوقود خلال الستة أشهر الاولى من العام الحالي بلغ 6ر134 مليون دينار بارتفاع نسبته 45 % من الايرادات التي حققتها الشركة خلال هذه الفترة، وارتفع من 93 مليون دينار للنصف الاول من العام 2010 و 4ر63 مليون دينار للنصف الاول من العام 2009.
وبين الدباس انه وللحد من اثار هذه التحديات اتخذت الشركة اجراءات أهمها تخفيض السعة الكلية للرحلات المتجهة لمنطقة الشرق الاوسط وزيادتها لمنطقة اوروبا واتباع سياسة تحقيق كفاءة التشغيل من خلال تبديل انواع الطائرات من نفس العائلة ليتلاءم مع عدد المقاعد المباعة الأمر الذي يحقق وفرا في التكلفة وزيادة في الايرادات، مثلما تم اتخاذ أكثر من 60 إجراء في تسعير التذاكر للمساعدة في تنشيط السوق وتطبيق مبادرات عديدة لتوفير التكاليف وتخفيض النفقات غير المتعلقة بالوقود لكل مقعد كيلو متري معروض ، ولمواجهة هذا الواقع قال الدباس لقد تم الغاء اكثر من 677 رحلة منها اكثر من 80 رحلة الى اوروبا، و190 الى افريقيا، و220 الى مناطق الشرق الاوسط، و160 رحلة الى منطقة الخليج العربي (اليمن والبحرين ودبي) واكثر من 20 رحلة الى الولايات المتحدة الاميركية، إضافة الى دمج عدد من الرحلات بما في ذلك رحلات دمشق مع حلب وفرانكفورت مع ميونخ ومدريد مع برشلونة.
كما تم تطبيق اجراءات خفض التكاليف (فيغا) للتقليل من استهلاك الوقود، وإطفاء أحد محركات الطائرة بعد الهبوط، واتخاذ الخطوط المباشرة وأقصرها في الطيران، وتعبئة الطائرة بالوقود من المكان المناسب لتقليل التكاليف، ومراقبة تعبئة المياه للرحلات القصيرة المدى لتخفيف الوزن، والمرونة في قوانين المراقبة الجوية في الاردن، وتضمنت الجراءات إلغاء بدل الإقامة الليلية لأطقم الطائرات والتقليل منها عند الضرورة مثل باريس، وأمستردام، ومدريد، ومونتريال في الشتاء، وشيكاغو (ليلة واحدة)، محققين بذلك وفر يقدر بمليون دولار سنوياً في تكلفة الفنادق وحدها، واكد تجميد عملية التوظيف في الأردن والخارج، مؤكدا ان الشركة لن تلجأ الى انهاء خدمات اي من موظفيها في الوقت الحاضر. نقودي.كوم/www.nuqudy.com