فقدت الولايات المتحدة تصنيفها الإئتماني( AAA ) الصادر عن مؤسسة ( ستاندرد أند بورز ) في أكبر إنخفاض في تاريخ أكبر إقتصاد في العالم , وقد خفضت المؤسسة التصنيف على المدي الطويل إلى ( AA+ ) بسبب الخوف من العجز في الميزانية الأمريكية وإرتفاع الديون , ومن المتوقع أن تزيد تكاليف الإقتراض ليس بالنسبة الحكومة فقط ولكن بالنسبة للشركات والمستهلكين .
وذكرت ستاندرد أند بورز أن هذا التخفيض يؤكد وجهة نظرنا في ان الخطة المالية التي أقرها الكونجرس والإدارة الأمريكية لم تصل إلى الحد الضروري لتحقيق الإستقرار في مجال الديون .
وجاء هذا القرار مع معارك سياسية وإختلافات شديدة بين الجمهوريين والديمقراطيين داخل الكونجرس من أجل خفض الإنفاق الحكومي ورفع الضرائب لزيادة موارد الحكومة وبالتالي المساعدة في خفض الدين العام وزيادة سقف الإقتراض الحكومي .
ووقع الرئيس ( أوباما )على قانون يقر بخفض العجز المالي بمعدل 2.1 تريليون دولار على مدار 10 سنوات ولكن لم يصل إلى حد المدخرات التي دعت المؤسسة الإئتمانية إل إستخدامها كدفعه أولى حيث قدرت بـ 4 تريليون دولار , وقد عم الصمت البيت الأبيض بعد التخفيض الإئتماني الأخير .
وقد هبط مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 10.8% خلال العشرة أيام الماضية بسسب المخاوف من دخول الإقتصاد الأمريكي في فترة كساد فضلا ً عن إمتداد أزمة الديون الأوروبية إلى إيطاليا .
وفي الماضي كانت سندات وزارة الخزانة الأمريكية تعتبر الأكثر أمانا ً في العالم والآن تصنف أنها أقل من السندات البريطانية والألمانية والفرنسية حتى من مثيلتها الكندية .
وقالت ستاندرد أند بورز أن مستقبل أمريكا الإئتماني سلبي لأنه من الممكن أن ينخفض مرة أخرى في فترة 12- 18 شهرا ً المقبلة .
من ناحية أخرى تعيش الأسواق العربية حالة من عدم الإتزان بسبب خفض التصنيف الإئتماني للولايات المتحدة لأن الكثير من دول الشرق الأوسط تربط عملاتها بالدولار الأمريكي إلى جانب إمتلاك الصناديق العربية نسبة كبيرة في البنوك الأمريكية .
وصرح المدير التنفيذي لشركة المستثمر الوطني ( أنيس فراج ) أن العملة الأمريكية هي المعيار في المنطقة فضلا أنه أختير لتحديد سعر برميل النفط , وأكد أن دول المنطقة لن تترك الدولار لأنه جزء أساسي لدفع عجلة الإقتصاد في هذه الدول وحماية أثناء الإضطرابات الإقتصادية والأزمات المالية .
وهناك قلق على مصير الإستثمارات العربية في سندات الخزانة الأمريكية حيث يقدرها البنك ( السعودي الفرنسي ) بأكثر من 720 مليار دولار أكثر من نصفها ملك المصرف المركزي السعودي إلا أن هناك من يشير أن الرقم الحقيقي قد يتجاوز تريليون دولار .
ووجهت وسائل الإعلام الصينية إنتقادات شديدة للولايات المتحدة بسبب التراجع الإئتماني الأخير حيث ذكرت وكالة ( شينخوا ) الصينية أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على إخراج نفسها من أزماتها المالية وأن هذا الوقت عفى عليه الزمن لأنها هي التي وضعت نفسها في هذا المأزق بإدمانها الإقتراض على نطاق واسع .
ودعت الصين الولايات المتحدة على الإضطلاع بمسئولياتها كأكبر إقتصاد عالمي وكقائد للنظام الدولي لأن لأن ما حدث أخيرا ًسيحد من حركة النظام النقدي وسيعرقل الإقتصاد ومعدلات النمو العالمي .