طرق الإستهلاك المعروفة لكثير من الأسر السعودية وعدم اللجوء كثيرا ً إلى الإدخار تعرضت لإنتقادات كبيرة من بعض الإقتصاديين بسبب كثرة الإقتراض وأيضا ً لإرتفاع حجم الإنفاق للأسر السعودية بشكل كبير جدا ً في بداية كل شهر مما قد يؤدي في نهايته إلى الإفلاس .
في الوقت نفسه أوضح مؤشر الصكوك الوطنية للإدخار الخاص بالدول الخليجية أن السعوديون يحتلون أقل معدل بين الخليجيين من حيث معدلات الإدخار وأظهر إحصاء منذ عامين أن 89 % من المواطنين السعوديين يفضلون الإقتراض بينما ظهر أن 26% من سكان الدول الخليجية يقومون بالإدخار بصفة منتظمة .
وقال الدكتور " سالم باعجاجة " الخبير الإقتصادي في حديث لصحيفة الرياض السعودية أن قاعدة " لا تدخر ما يتبقى بعد الصرف , بل إصرف ما يتبقى بعد الإدخار " تعد مثالا ً يحتذى به في كيفية الإدخار حيث أن إدخار الفرد 10 % من الراتب الشهري يغني عن الإقتراض سواء من الأفراد أو البنوك وأضاف أنه من أنجح طرق الإدخار هو إستقطاع جزء من الراتب في بداية الشهر حيث أن الإعتماد على أمل إبقاء جزء من الراتب نهاية الشهر مصيره الفشل .
واصل باعجاجة قائلا ً أن معظم الأفراد الخليجيين مستوى إنفاقهم مرتفع وأن بعضهم لا يستطيع الإدخار بسبب إنخفاض الدخل مقارنة بـ حجم الإنفاق على مستلزمات الحياة الضرورية وأن تحديد نسبة ثابتة تتراوح بين 10% و 30% كمستقطع من الدخل لإيداعه في حساب مستقل أو الدخول في جمعيات هو الإختيار الأمثل .
ومن الأفضل أن يتم تحديد الدخل المتاح بعد أن يخصم منه المصاريف الشهرية الثابتة والمتكررة مثل الإيجار وفواتير الكهرباء والمياه والغاز والإتصالات والأقساط وغيرها ولكنه أكد أن سلوك المواطنيين العام لا يعطي أي إهتمام للإدخار لدرجة أن بعض الناس عند حصولهم على أول راتب يسعى الكثير منهم للحصول على قرض لشراء سيارة أعلى من إمكاناتهم الحقيقية , وهناك آخرين يتجهون للقروض بغرض الإستثمار ولكن من أجل الدخول في مغامرات غير مأمونة العواقب وبالتالي يحدث مالا يحمد عقباه .